بلدنا ليس لنا، اقولها للمرة الالف، لا بل
المليون، اوطاننا ليست لنا من المحيط الى الخليج. تعالوا نهجرها ونتركها لمن اراد
لها ان تكون كذلك.
نعم انه شعور مفاجىء بالاستسلام. ها نحن
الشباب نناضل كل يوم ونموت كل يوم ونصول ونجوب الارض كل يوم بحثاً عن مستقبلنا،
وعن نقطة امل، ولكن وحوش تلك الارض الملعونة تعاملنا كذئاب ونعاج. وحوش ضارية
تلاحقنا ومشاعر فظيعة تطاردنا من كل حدب وصوب.
القتل ورائحة الموت والارهاب تزورنا كل يوم،
وتفترس طموحاتنا واحلامنا الخائفة، وتهدّ من عزائمنا، وتعيدنا سنوات وسنوات الى
الوراء، حتى وصلنا الى عصر حجري لا يليق بنا.
في كل مكان نجد الغربة تنتظرنا، نجد اقدارنا
ليست لنا، تعذّبنا، تسجننا في جدران اربعة. بين طعم الرصاص المرّ، ودخان البارود
الاسود. نعيش كابوساً لا ولن ينته.
كُتب علينا ان يكون كلّ منا في مكان، كل منا في سؤال وجواب، في دوامة غارقة في تفاصيلها, كُتب لنا ان نبتعد عن انفسنا، عن ارواحنا، وها هي اجسادنا تلتهم ما تبقّى منا من عزم وقوة وامل.
بلادنا ليست لنا، لم يعد لدينا هوية وقيد ومكان سكن، اماكننا التي نريد ان نكون فيها تترك فينا وحشة كبيرة، وحنين اكبر، تجعلنا ننكر ذواتنا ونهرب في هذا العالم الوهمي، الذي يتخبط في اكاذيب، وفي احتمالات مستحيلة.
قد يُقال اني فقدت الامل فجاة، ولكن كلامي
منطقي وواضح وصريح. فرغم الفرص التي تنهال من كل حدب وصوب، اشعر برغبة شديدة في
الذهاب بعيداً، بعيدا جداً الى حيث اريد. الى حيث يجب ان اكون. لا اكثر ولا اقل.
لا يمكن لاحد ان يشكك في حبي لهذه الارض
وعشقي لها، ولكن رغبة شديدة بالرحيل تراودني. فلنرحل، فلنترك اوطاننا وجوازات
سفرنا وهوياتنا، انها ليست لنا... انها ليست لنا.
سلمان العنداري... SA
أوافقك الرأي يا سلمان، فالأوطان لم تعد أوطاناً، والحياة أضحت جحيماً.
ردحذف