الجيش السوري الحرّ يتقدّم ام يتراجع؟ ... |
في ظلّ الحديث عن تزايد الانشقاقات في صفوف قوات النظام السوري، وعلى ضوء استمرار وتيرة العنف على ما هي عليه بالرغم من وصول طلائع المراقبين الدوليين الى سوريا، تستمر الصورة كما هي. قتل ودمار وخراب، وانتهاك لكرامات ملايين من الشعب السوري، الثائر منذ اكثر من عام، واستمرار للصفقات والتسويات، في وقت يلعب النظام بقيادة الاسد الابن بالوقت، ويماطل كعادته، محاولاً كسب الاوراق من جديد وتجميع انتصاراته الوهمية.
وفي ظلّ هذا الغرق في دوامة الانتظار، يتحدث ضابط منشقّ من قوات النظام السوري في جلسة خاصة عن واقع الامور هناك، وهل صحيح ان النظام السوري باق، وان الجيش السوري الحرّ يتهاوى ويستسلم؟
يقول الضابط المنشقّ ان "الوضع في سوريا اكثر خطورة ممّا تصوّره وتبثّه وسائل الاعلام العربية والعالمية. فالوضع هناك يشبه الجحيم، لأن ما يقوم به النظام السوري يتخطّى المجزرة والقمع والقتل وسفك الدماء".
وبحسب الضابط فان "اعداد القتلى تتزايد كل يوم رغم وجود مراقبين دوليين، ورغم التزام دمشق بمبادرة المبعوث الدولي المشترك بين الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان. فهذا النظام تعوّد على قتلنا ومستعد لتصفية كل سوري يقول "لا" كبيرة بوجه بشار الاسد والطقمة الحاكمة في الشام".
"من قال لكم ان سوريا تخوض حرباً ضارية ضد القوى الغربية والعربية في المنطقة باعتبارها جزء لا يتجزّأ من محور الممانعة الممتد من طهران وصولاً الى قطاع غزّة والضاحية الجنوبية لبيروت؟"، يتساءل الضابط الغاضب، معتبرا ًان "تحالفاً من تحت الطاولة عقدته دمشق مع تل ابيب وواشنطن منذ عقود، يهدف الى حماية جبهة الجولان في مقابل الابقاء على نظام الاسد المتهالك والمتداعي يوما بعد يوم، وما هي المواقف الاميركية التي صدرت عقب زيارة ايهودا باراك الاخيرة الى واشنطن، الا شاهداً ودليلاً واضحاً على تجديد هذا التحالف السرّي والمفضوح بين كل تلك الاطراف".
ثم يعود ويسأل: "من قال لكم ان العلاقات الايرانية – الاسرائيلية حامية وقد اقتربت من الانفجار؟. فالمشهد الذي نراه اليوم غير صحيح ولا يعكس حقيقة الامور على الارض، لان ما يجري ليس الا مسرحية، وصراع على النفوذ في المنطقة، ومحاولة الابقاء على التوازنات الاقليمية على ما هي عليه بانتظار جلاء الصورة".
وعمّا يُحكى ان جهات عربية ودولية تقوم بتسليح المعارضة والجيش السوري الحرّ، يؤكد الضابط المنضم الى الجيش السوري الحرّ الا انه "لا احد يسلّحنا من الدول العربية والاجنبية، نحن نحارب وسط الميدان لوحدنا دون مساعدة من احد. فالبيانات الصادرة عن الدول العربية وعواصم القرار حول العالم ليست الا حبراً على ورق، لا تخدمنا ولا تفيدنا، في وقت نحتاج فيه دفعاً قوياً وموقفاً مقروناً بالافعال يمنع النظام ويردعه من تكرار عمليات القتل المستمرة، ويُجبره على تقديم تنازلات تكون مقدّمة لتنحي بشار الاسد الذي تمادى في الاجرام الى حدود لم تعد تحتمل".
وعلى الارض، ومن قلب الحدث، يتحدث الضابط المنشقّ عن الاحداث المستمرة "ككرة الثلج " في سوريا، اذ يقول: "كل المدن والقرى والمحافظات السورية تعيش واقعاً محموماً، وحرباً ضارية مع القوات النظامية. فالجيش السوري الحرّ يسيطر على عدد كبير من المناطق، ويسعى الى حماية المدنيين من الاعمال القمعية والاجرامية ومن القصف واعمال العنف. من حمص وادلب وصولاً الى درعا وغيرها من المناطق، الجيسش السوري الحرّ يتقدم ببطء ويكسب جولات متعددة ومتواصلة على الارض".
ويقول الضابط المنشقّ ان "قوات النظام تربّت على ايديولوجية حزب البعث، واولوية الحفاظ على العائلة الحاكمة وشخص الرئيس قبل كل شيء، ووضعت بقاء النظام كأولوية على حساب حماية الحدود من العدو الاسرائيلي، وحماية الناس والدفاع عن الامن القومي، ليصبح قتل المدنيين والناس والابرياء والاطفال والنسوة رخيصاً جداً من دون خجل، ولهذا استمرت الانشقاقات في اوساط هذا الجيش، على امل ان يحدث الانقلاب الكبير، ويتمكن الجيش السوري الحرّ بالتعاون مع المعارضة والشعب من خوض المعركة الاخيرة ضد الاسد وفريقه المتخاذل".
ويضيف: "نخوض معركة فاصلة مع النظام، والتخاذل الدولي لن يمنعنا من تحقيق مطالبنا، ونضالنا سيستمر مهما طال الزمن، ومهما امعن المجتمع الدولي في التسويات والصفقات تحت شعار الخوف من الاصوليات والتطرف من اي نظام جديد".
ويختم الجندي الذي يستعد للانضمام الى جبهات القتال في حمص بالقول: "مهما طال الوقت، ومهما استمر النظام بالقتل والعنف فان الشعب السوري سيتحرر من الجزّار القابع في قصر المهاجرين، وسينتصر للحرية والامل وسيسترجع كرامته المفقودة، وسيبني نظاماً سياسياً جديداً مبنيا على الديمقراطية والتنوع والامل واحترام حقوق الانسان مهما كلف الامر من ارواح وضحايا وشهداء ومخطوفين ومفقودين ومنفيين. انه زمن التغيير، لانه لم يعد بامكاننا الابقاء على هذا الوضع المصبوغ برائحة الموت".
سلمان العنداري ... SA
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق