اي معركة لـ14اذار؟... |
مما لا شك فيه ان المرحلة السياسية
الحالية التي تعيشها البلاد بالغة الدقة والخطورة، من كل النواحي والجوانب. فالقوى
السياسية على اختلافها تحضّر نفسها وتشحن طاقاتها وتزيّت ماكيناتها الإعلامية
والإنتخابية تحضيراً لمعركة حاسمة بعد حوالي العام، اذ يُنتظر ان تشهد الإنتخابات
النيابية المقبلة المقرر تنظيمها عام 2013، معركة شرسة بين فريقي 14 و8 آذار.
وفي هذا الإطار، كل فريق يشدّ الهمم ويعزز مواقعه تحضيراً للموقعة. في وقت تعمل فيه قوى 14 آذار على تجديد نفسها واعادة الحياة لقواعدها الشعبية من خلال فكرة انشاء المجلس الوطني، اضافة الى لملمة بعض الإختلافات التي سادت في الآونة الأخيرة ومعالجتها.
نخوض معركة مهمة... والوقت يمرّ
"امور عديدة وتاريخ مشترك يجمع قوى 14 آذار"، بحسب القيادي في القوات اللبنانية ادي ابي اللمع. "فمنذ اكثر من 8 سنوات، و14 آذار تخوض معركة سياسية كبيرة ومهمة. وبالتالي فالذي يجمعنا انتفاضة كبيرة وثورة، وشهداء، وبرنامج سياسي، ومقاومة تعارض السلاح غير الشرعي في السياسة".
ويرى ابي اللمع ان "الأمور اليوم وصلت الى حدود لم تعد مقبولة في التعاطي الحكومي وفي استئثار قوى الثامن من آذار بالرأي وبالقرار الوطني، من خلال ممارساتها الشاذة، ولهذا لا بد من مواجهة هذا الموضوع بحزم وجدية اكبر وبخطى ثابتة وواثقة".
ويضيف: "لا بد من ان نكون اكثر تماسكاً بين بعضنا، وان لا نسمح لأي استحقاق انتخابي كان ام غير انتخابي ان يضيّعنا عن هدفنا وان يخدش وحدتنا، على ان نبقى محافظين على القضية التي جمعتنا، لأنه في النهاية فإن بناء المؤسسات والوصول الى لبنان ديمقراطي وحر وتعمل فيه جميع المؤسسات ومنها العدالة والدستور والأمن هو ما نسعى اليه، وهذا ما يتطلب منا وعياً كبيراً وتضامناً اكبر من خلال طريقة العمل لمواجهة الخصوم".
ويؤكد ابي اللمع ان "القضية ليست قضية انتخابات، الا أنه لا بد من التّحضير لها، مع الإشارة الى ان الإنتخابات ستكون نتيجة لتضامننا وارادتنا الصلبة بوجه الأخطار المحدقة بلبنان، ولكن يتوجب علينا ان نؤكد على مفاهيمنا وثوابتنا ومبادئنا وعلى تموضعنا في ظل ما يحدث في المنطقة".
القرارات الفردية تدمّر وتضعف 14 آذار
بدوره يتحدّث نائب رئيس "تيار المستقبل" انطوان اندراوس عن خطة 14 آذار للمرحلة الجديدة، فيعتبر ان "وضع آلية جديدة تقوم على إنشاء المجلس الوطني لا يكفي دون توافر الإرادة والرغبة من قبل جميع الأطراف، وتحديداً من قبل حزب "الكتائب"، خاصةً بعد ما حصل في المجلس النيابي قبل ايام عندما اصرّ النائب سامي الجميّل على طرح الثقة بالحكومة رغم عدم حماسة 14 آذار للإقدام على مثل هذه الخطوة".
وعن تداعيات ما قام به النائب الجميّل عندما اصرّ على طرح الثقة بحكومة الرئيس نجيب ميقاتي في ظلّ اعتراض قوى 14 آذار على هذه الخطوة، يعتبر اندراوس ان "هناك خللاً في الموضوع، ولم يكن احدا مسروراً ان يجد حزب الكتائب بكتلة غير مكتلمة يصوّت بحجب الثقة عن الحكومة وحيداً دون قوى 14 آذار، واعتقد ان هذا الوضع غير صحيّ على الإطلاق".
ويعتبر اندراوس ان "الكلام عن الخصوصية والحيثية السياسية وهامش الحرية في اتخاذ المواقف السياسية هو امر طبيعي ودليل تنوّع، الا ان المواقف التي تتطلب ان تكون فيها قوى 14 آذار موحدة، يتعين علينا جميعاً ان نقف صفّاً واحداً على الخط نفسه"."
ويشير الى انه "لا يمكن لأي طرف من 14 آذار ان يتّخذ قرارات فردية تناقض خطة 14 آذار تحت شعار الحيثية السياسية او الوسطية لأن مصير لبنان وتضامن 14 آذار مهم جداً، ويبقى اهم من المواقف الفردية والمواقف ذات الطابع الإنتخابي".
ويضيف: "الأمور تحتاج الى اجتماع غسيل قلوب، لأن المجلس الوطني لا يكفي، اذ يتم فيه الإتفاق على وحدة القرار وعلى اهمية اتخاذ المواقف الموحدة والواضحة، وخاصة في القضايا المصيرية والأساسية، على ان يتم توضيح مسألة الإنتخابات النيابية قبل الوقوع في فخّ اللوائح والخلافات على خلفية تباينات بسيطة قد تتراكم".
ويلفت اندراوس الى ان "تأسيس المجلس الوطني امر مهم وضروري، الا انه يتعين على القيادات السياسية الأساسية في هذه الحركة ان تجلس وتتفاهم على المبادىء الأساسية، وان تضع نقطة على السطر في موضوع الإستقلالية، وان تضع اطاراً واضحاً لتحركاتها قبل فوات الأوان، لأن الوقت يضيع كل يوم".
الكتائب في صميم 14 آذار
من جهته يعلق نائب "الكتائب" ايلي ماروني على جهود انشاء المجلس الوطني، بالقول: "لقد كان من الضروري ان تبادر قوى 14 آذار والأمانة العامة منذ فترة طويلة الى تنظيم صفوف القواعد في 14 آذار وبالتالي ان تأتي هذه الخطوة متأخرة خير من ان لا تأتي".
ويشير الى ان " المبادرة التي تقوم بها الأمانة العامة بإتجاه قيادات وقوى 14 آذار لتشكيل المجلس الوطني الذي يضم اضافة الى النواب والقيادات، فعاليات من المجتمع المدني لها دورها وحضورها ورأيها، من شأنها اغناء قوى 14 آذار بفكرها وبالدور الذي تلعبه، فضلاً عن ان لقاء البريستول الأخير وعد بتشكيل حكومة الظل التي ستتولى معارضة الحكومة القائمة بالشكل المنظم والمدروس حيث يكون مقابل كل وزير وزير معارض. وهذا موجود في اكثر الدول تطوراً وديقراطية في العالم، ولذلك لا بد من الإسراع بالتنظيم والكودرة وفي طرح الأمور كما هي، لإعادة جمع شمل القواعد الشعبية لقوى 14 آذار".
وتعليقاً على الخطوة المنفردة الذي قام بها النائب الجميل في المجلس وانزعاج قوى 14 آذار منها، قال ماروني: "ان حزب الكتائب احسن في الإنسجام مع نفسه عندما طرح الثقة في الحكومة، ألم تقل قوى 14 آذار منذ تشكيل هذه الحكومة ان الهدف الأساسي يكمن في اسقاطها؟، وهل خالف الكتائب هذا القرار وهذا التوجه؟".
يضيف ماروني مجيباً: "هم خالفوا يوم تخلّفوا عن اسقاط الحكومة، ولذلك فإن افضل مقاربة لمنع التباينات في المواقف تكمن في وجود لجان تنسيقية وبالتالي اعادة هيكلية جديدة للأمانة العامة مع الأخذ بملاحظات الكتائب حول دورها وتركيبتها وادائها، وبهذا تصبح المواقف منسجمة في 14 آذار".
ويلفت ماروني الى انه "للكتائب الكثير من الملاحظات على اداء الأمانة العامة لقوى 14 آذار، ولكن لم يؤخذ بها، ونحن لا نطالب بتغيير الأمانة العامة، لانه لنا ملء الثقة بالدكتور فارس سعيد، ولكن حزب الكتائب قدم ملاحظات خطية حول رؤيته لتطوير دور الأمانة العامة وتركيبتها والى الآن لم يتم الرد على مقترحاته".
في المحصلة، وقبل 12 شهراً على موعد الإنتخابات النيابية المرتقب، يمكن القول ان الوطن في خطر والمواطن في خطر اكبر، والمواطن ملّ من الوعود الإنشائية والشعارات والعبارات والخطابات، والمطلوب هو الإيفاء بهذه الوعود، والإستمرار في عملية بناء الدولة المليئة بالشوك، ولهذا يتعين على قوى 14 آذار مزيداً من الوحدة والتضامن والمزيد من التنسيق للمرحلة المقبلة... فهل ينتصر مشروع العبور الى الدولة عام 2013؟.
سلمان العنداري ... SA
بس جابب قلو لصديقي الظابط المنشق .. انو يعني عم تجعو من الجنود عشرة عشرة عل ماشي لتجيبو اسلحة ولا عم تزرعوها زراعة و فهمكن كفاية.
ردحذف