من هم الدروز؟ ... |
ودّع لبنان الرسمي والشعبي اليوم رئيس الهيئة الروحية العليا لطائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين، في مأتم مهيب أقيم في بلدة بعقلين (الشوف جبل لبنان – معقل الدروز)،بمشاركة حشد كبير من السياسيين ورجال الدين والمواطنين اللبنانيين.
وكان الشيخ ولي الدين "شيخا جليلا وحكيما كبيرا، اثبت طوال سنوات تساميا في إدارة شؤون الطائفة ومقاربة المسائل الوطنية، ونادى على الدوام بالوحدة الدرزية والوطنية، وكان مثالا في السلوك والقيم"، بحسب ما ذكر ارئيس الحكومة نجيب ميقاتي في بيان وزّعه على وسائل الاعلام.
ويعتبر السياسيون، كما اللبنانيون ان وفاة هذا الشيخ الكبير خسارة كبيرة للبنان وللمسلمين والمسيحيين ولطائفته الكريمة.
والشيخ ابو محمد جواد ولي الدين ولد في بعقلين سنة 1916 في بيت متدين. لبس الزي الروحي منذ طفولته وشب على يد والده الذي كان معلما فأخذ عنه العلم والخلق والصدق والامانة. (بحسب موقع رسمي تابع للموحدين الدروز).
ويذكر اهالي بعقلين ان ولي الدين كان يملك قطعة ارض بعيده عن البلدة، انصرف الى معاملتها والاعتناء بها وزراعة النصوب الملائمة فيها، فكان يقيم فيها كل صيف خيمة لا يفارقها الا عند الضرورة، ثم بنى له غرفه من حجر اتخذها خلوة له يتعبّد فيها متوحدا مع ربه فكانت ملجأه الدائم لمناجاة الخالق القدير في سكينة الطبيعة والنفس وفي استشراق مفعم باللذة.
اكثر الشيخ من ترداده الى خلوات البياضة (مكان روحي للمشايخ والمتدينين من الطائفة)، وكان يمكث فيها شهورا متتاليه متصلاً باخوانه الاتقياء الذين يلجأون الى تلك الوحده ليتقربوا من نور المشاهدة ويتعمقوا في التأمل منغمسين في القراءة والعبادة.
في 8 اذار 1988 اجتمع عدد من المشايخ الكبار، وقرروا تتويج الشيخ بالعمامه المكورة ليكون قدوة الاتقياء وكبار الزعماء الروحيين في الطائفة الدرزية. وكانت للشيخ الجليل مواقف وطنية وتاريخية على مرّ السنوات والعقود.
والموحدون الدروز، او ما يُعرف بـ"الدروز"، ينتمون الى طائفة دينية اقلوية في المنطقة ذات أتباع في لبنان، سوريا، فلسطين، الأردن، يسمون بالدروز نسبة لنشتكين الدرزي الذي يقولون بزندقته ويعتبرون أن نسبتهم إليه خطأ وأن اسمهم هو الموحدون.
يشير الدروز إلى أنفسهم باسم الموحدون نسبةً إلى عقيدتهم الأساسية في "توحيد الله" أو بتسميتهم الشائعة "بنو معروف" ويعتقد الباحثون أن هذا الاسم هو لقبيلة عربية اعتنقت الدرزية في بداياتها أو ربما هو لقب بمعنى أهل المعرفة والخير.
ويقول الدروز أن رسائل الحكمة التي تعتبر من مصادر العقيدة الدرزية. ويعترف الدروز بالشهادتين وبالرسول محمد(صلى الله عليه وسلم) والقرآن الكريم والقضاء والقدر واليوم الاخر.
ويعتقد الموحدون الدروز إن الله واحد أحد لا إله إلا هو ولا معبود سواه الواحد الأحد الفرد الصمد المنزه عن الأزواج والعدد وهو الحاكم الفعلي والأزلي للكون، وهو الحاكم الأحد المنزه عن عباده ومخلوقاته فالله تعالى عن وصف الواصفين وإدراك العالمين وهو في مواضع كثيرة من رسائل الحكمة.
والغاية من علوم التوحيد هو رفع البشر إلى منازل عالية. ويعترف الدروز بالقرآن لكن يفسرون معانيه تفسيراً باطنياً غير المعاني الواضحة في النص.
يعود التاريخ السياسي للدروز إلى نحو ألف سنة فبعد أن اعتنقت بعض العشائر التنوخية في جبل لبنان مذهب التوحيد وتغلبهم على المحنة وفرضهم لوجودهم في بلاد الشام غدوا لاعباً أساسياً في تاريخ المنطقة
ولهم عاداتهم وتقاليدهم المجتمعية الخاصة ويتميزون بمحافظتهم على النطق بكامل أحرف اللغة العربية بشكلها الصحيح(القاف مثلا)، وهم في سوريا التجمع الأكبر للدروز في العالم (حوالي 450الف نسمة) ومن بعدها لبنان (250 الف)، اضافة الى شمال فلسطين المحتلة، والاردن.
شارك الدروز في الحرب الأهلية اللبنانية بين الأعوام 1975 إلى 1990 بوصفهم أحد أقوى الميليشيات في الحرب اللبنانية، تحت لواء الجيش الشعبي بقيادة وليد جنبلاط. وهم اليوم لديهم زعامتين سياسيتين بقيادة الأمير طلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني ووليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي كان لهم عدة مراكز قيادية في المجالس التمثلية والحكومات.
يعيش الدروز اليوم اوضاعا ًمختلفة بين الاردن ولبنان وفلسطين وسوريا على الصعيد السياسي والامني، ويكافحون بشكل او باخر من اجل الحفاظ على وجودهم بكونهم اقليات دينية تعيش في منطقة متوترة .
سلمان العنداري ... SA
جميل جدا هذا التعريف ولو أنه مقتضب ولكنه عرفني ولو قليلا على المذهب الدرزي الذي أحترم من خلال معرفتي للكثير من المنتميين للمذهب .شكرا
ردحذف