اعذرني يا وطني ... معليش... |
"بين المطارات... بين المرافىء... والمحطات ... بين المسافات يلي ما بتوصلها سيارات ... هربااان وهشلان ... هربان وهشلان ...
من خلف الحدود وتفتيش الحواجز على حدود... من بين الحشود وقوافل الناس الما بتعود ... هربااان ... وهشلان ... هربااان وهشلان ...
هربان ومش باقي عنا لا سعادة ولا امان، عنا ذل وخوف وعنا ارخص شي سعر الانسان ... هربان وشالح تذكرتي .. هوية وطن مشبوه... صاير نقمة واسمي مرعب بالبلدان والمطارات ...
هربان من القتل اليومي من ديمقراطية كذب... من حرية دكتاتورية تتجوّل بالمنفى العزل... هربان ولأنو الكلمة رهن وسجينة سلاح ... بايديي مخبى وجّي وحامل ذكرى وطن مات ...
هربان وهشلان... بهالوطن ما عاد عندي ايمان ... حزين وتعبان .. هربان العمر متلي وهشلان ...
هربان وفي غيري هربوا ... انطردوا ورفضوا وقالوا لاء... شردوهن متل النور ومش معروف بأي حق.. نسوانن ما عادت تلبس الا تياب الشحادين ... صاير عمر ولادن يمضى... شحادين بهالساحات ...
ولانو بحبك يا وطني هربان غفرلي معليش.. انت وانا عم نتوقف يسألونا منين وليش؟... ولأنو بحبو ما بقلو انت الغربة والوطن... انت الملجأ والتجرد... الارض المليانة حكايات ... رح احملكن انت وهوي صورة بقلبي ذكريااات ...
هربان العمر متلي وهشلان... بهالوطن ما عاد عندي ايمان ... حزين وتعبان ... هربان العمر متلي وهشلان ... "
اكاد لا اتوقف عن سماع هذه الاغنية الرائعة للفنانة هبى طوجي ... اذ باتت ترافقني في عملي وفي اوقات فراغي وفي اجتماعاتي... اسمع صداها في باحات المجلس النيابي حيث اقوم بمقابلة الزعماء والنواب وصنّاع القرار... ترافقني في لقاءاتي وجلساتي الخاصة مع اصدقائي... في منزلي وفي غرفتي وحتى في احلامي...
"هربان"، اغنية ترافقني في شوارع بيروت، وفي مقاهيها، وفي احيائها الفقيرة والغنية، وفي باحاتها الخضراء، واثناء الاختناقات المرورية، وفي طوابير الانتظار على ابواب الادارات العامة ...
اغنية حزينة تُبكي وتكسّر القلب من شدة حدتها وقسوتها وواقعيتها ووقعها على القلب والعقل ... اغنية تحاكي ما يعيشه الشباب اللبناني اليوم الذي ملّ من كلّ شيء، والذي أقفلت بوجهه كل بوابات الامل والانطلاق والطموح في بلد يدفن المستقبل بيده... في بلد يبكي على الاطلال ويعيش في ماض سحيق كئيب غير متصالح مع نفسه ...
نعم ... وصلت الى مرحلة القرف من وضع هذا البلد... لم يتبق شيء يستحق الامل... ألم مبرح في ديمقراطية منفصمة ومنقسمة على نفسها تحولت الى ديكتاتورية رجال الاعمال والصفقات والتسويات والتسويفات ...
الشباب يهاجر ولا من يسأل او يحاسب او يصرخ عالياً... همهم الاسمى السياحة وسمعة جيوبهم، وكلامهم المذهّب الفاقد للمنطق، ومصالحهم الشخصية لا اكثر ولا اقل...
نعم هم اكثر من مرتزقة، ونحن اكثر من جبناء... نهرب من شدة البؤس الذي المّ بنا... نهاجر... نسافر... نتغرّب على ابواب السفارات.. ونتقهقر بحثاً عن طموح وعن حلم ضائع لن يتحقق في بلد اللعنة الذي ولدنا فيه...
الكلمة باتت رهينة سلاح غير شرعي، واستمرارنا في اعمالنا تحول الى ضحية خلفياتنا السياسية والثقافية والطائفية... واصرارنا على النجاح مرهون بمدى رضا وحوش المال وامراء الطوائف...
نعم ... قررت الهرب ... ولكن لن استسلم... ولن نستسلم ... سنعود يوماً لنحاسبهم فرداً فرداً، وعصابة عصابة ... فهل نستيقظ من سباتنا؟ ونعلن جماح غضبنا عليهم ؟...
سلمان العنداري ... SA
انصح بسماع هذه الاغنية ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق