في الوقت الذي احتفل العالم بحلول السنة الجديدة في ظل تمنيات ودعوات لتحقيق السلام والاستقرار ومزيد من الرفاهية، تنتشر شائعة "مرعبة" تشغل بال مئات الملايين من سكان الكرة الارضية، مفادها ان العالم مقبل على الانتهاء سنة 2012 بعد ابحاث وقراءات لنصوص قديمة وتنبؤات مؤكدة تنذر بدمار كبير سينهي الحياة على سطح الارض. فهل ينتهي العالم فعلاً في 2012؟ وهل صحيح اننا على موعد مع القيامة الكبرى؟ وكيف سيتأثر السلوك البشري بهذه الاخبار "المخيفة"؟ وهل صحيح اننا سنفيق صباح 21/12/2012 على كارثة حقيقية تكون بمثابة اليوم الاخير في "كوكبنا الازرق"؟
المايا وانتهاء التقويم الزمني
تستند الشائعة التي انتشرت في الاشهر الاخيرة الى انتهاء التقويم الزمني لشعوب المايا القديمة في 21/12/2012. ويشير هذا التاريخ الى نهاية دورة الحياة، والتي يبلغ طولها 5126 سنة بناء لجداول رياضية لا تعتمد على التنجيم او الاساطير، بل على استنتاجات دقيقة وضعت بعد مراقبة طويلة. وتكمن مهارة المايا المتعمقين بالفلك واسراره في رصد الاحداث وتوقّع الكوارث، اذ توصلوا الى قياس طول السنة قبل آلاف السنين، كما استخرجوا المحيط الصحيح للارض، وتنبأوا بمواعيد الخسوف والكسوف.
بين ايتاكاوا ونوستراداموس... نهاية
في المقابل، تتقاطع هذه الشائعة التي تغزو صفحات الانترنت والمجلات الفنية والسياسية ومقدمات نشرات الاخبار والمحطات العريقة حول العالم، مع شائعات اخرى تتوقع انتهاء الحياة على الارض خلال سنة 2012، كعالم الرياضيات الياباني هايدو ايتاكاوا الذي توقع عام 1980 ان تنتظم كواكب المجموعة الشمسية في خط واحد خلف الشمس، وان هذه الظاهرة الفريدة ستترافق مع وقائع مناخية وخيمة تنهي الحياة على سطح الارض في 2012. يضاف اليها تنبؤات نوستراداموس الشهيرة عن اضطراب الكواكب ودمار الارض بعد 12 سنة من نهاية الالفية الثانية.
دوائر المحاصيل تحيّر العلماء
في انكلترا، ادى ظهور رسم شكل لطائر العنقاء الخرافي على المحاصيل، الى تسليط الضوء مجدداً على ظاهرة "دوائر المحاصيل" التي عجز الخبراء عن ايجاد تفسير معقول لها حتى اللحظة. اذ يعتقدون ان الخطوط والدوائر في شكل طائر عنقاء يرتفع فوق ألسنة اللهب، والذي عثر عليه في بلدة ويلتشاير في جنوب غرب انكلترا، ربما يشكّل تحذيراً بوقوع كارثة في اليوم الذي يصادف انتهاء تقويم المايا. وطائر العنقاء هو مخلوق خرافي يرمز الى الانبعاث والعودة الى الحياة، ويشكل حقبة جديدة بالنسبة الى العديد من الحضارات حول العالم. ونقلت صحيفة "تلغراف" ان المهتمين يعتقدون ان التصميم يشير الى ان هذا التاريخ وما يمكن ان يليه من كوارث، سيؤدي الى انبعاث العالم من جديد بعد حادثة هائلة. الا ان تركيز ظهورها كان في جنوب انكلترا، وكذلك حول مناطق اثرية كـ "ستون هنج" وهضبة سيلبوري.
نيبيرو والاصطدام بالارض
بدورها، تكشف "مزاعم" عن "معلومات سرية جداً" تحتفظ بها وكالة الفضاء الاميركية تفيد باكتشاف كوكب يعادل حجم الشمس تقريباً اضافةً الى الكواكب المتعارف عليها، وهو ذو قوة مغناطيسية هائلة، وسيسبب اخطاراً كثيرة إذا ما اقترب من مسار الارض. فبعد اختبارات استمرت فترة طويلة، عرف ان هذا الكوكب (Planet X او Nibiru) سيمر بالقرب من الكرة الارضية على مسافة تمكّن سكّان شرق اسيا من رؤيته بوضوح، وسوف يعترض مسار الارض في سنة 2012، ونظراً الى قوته المغناطيسية الهائلة سوف يعمل على عكس القطبية، اي ان القطب المغناطيسي الشمالي سيصبح القطب المغناطيسي الجنوبي والعكس صحيح، وتالياً فان الكرة الارضية ستبقى تدور دورتها المعتادة حول نفسها لكن بطريقة عكسية، حتى يبدأ الكوكب بالابتعاد عن الارض مكملاً طريقه المساري حول الشمس.
هذه الاقاويل، جعلت وكالة الفضاء الاميركية (NASA) تضطر للرد على ما أشيع، فأكد الاختصاصي في علوم الفضاء لدى الوكالة ديفيد موريسون ان ما تناقلته الانباء لجهة توقع حلول النهاية في ذلك التاريخ "عار من الصحة". ودعا موريسون في حديث الى قناة "CNN" الاميركية الناس الى "الاستمتاع بوقتهم في ذلك التاريخ والاستعداد لما بعده باعتباره مجرد يوم عادي"، مضيفاً انه "لا يوجد كوكب يدعى نيبيرو، لا تقلقوا حيال هذا اليوم، وتالياً فإن الشائعات التي تناقلتها المواقع الالكترونية ونسبتها الى ابحاث تستند الى حضارة المايا القديمة في اميركا الوسطى هي خدعة كبيرة".
نهاية العالم ... هروب من واقع صعب
ان توقع نهاية العالم بالنسبة الى الباحثة السيكولوجية والاكاديمية منى فياض ليست مسألة مستجدة، ففي كل محطة من التاريخ كانت تظهر توقعات جديدة تنبىء بدنو النهاية "ونحن نشهد اليوم نوعاً من تجدد الشائعات لهذه المعتقدات بشكل اكثر كثافة من اي وقت مضى". وتعزو فياض هذه الاسباب والشائعات الى الفترات الحادة والصعبة التي يعيشها العالم من جراء الازمات السياسية والكوارث الطبيعية "اذ تكفي الازمة الاقتصادية وظاهرة التغير المناخي لتزيد من قلق الناس الذين يستعيدون معتقداتهم القديمة ويلجأون الى الكتب والاساطير والغيبيات".
من الناحية الدينية، ينفي امين سر اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام ورئيس دائرة الاعلام في مجلس كنائس الشرق الاوسط الاب يوسف مونس كل هذه الادعاءات، ويصفها بـ "مجرد تنبؤات كونية لا معنى لها وخالية من الدقة وعارية من الصحة"، داعياً الناس الى "عدم الوقوع في التوهمات والقراءات التاريخية الخاطئة للاعداد والنصوص الرمزية في الانجيل بعهديه القديم والجديد اضافةً الى سفر الرؤيا". لذلك "فان المسيحيين لا يؤمنون بتلك التنبؤات، لانه لا يمكن أبداً التكهن بتوقيت انتهاء الكون وبكيفية حصوله، تماماً كما حصل قبل مدة، عندما ضجّ العالم بتوقعات نهاية الحياة، فاعترى الخوف المدن والبلدان والقارات من مقولة "اذا ألّفت لا تؤلفان"، ولم يحصل شيء". ويؤكد مونس ان هذه القراءات غير موجودة في الكتاب المقدس أو في اي نص من النصوص "هي احاديث اجتماعية تنسج عليها الاخبار والاقاويل".
من جهته، يقول إمام المسجد العمري الكبير في بيروت، الشيخ وسيم الذوقي لـ "نهار الشباب": "إن نظرة الانسان والعالِم المسلم بالتحديد الى مقولة نهاية العالم في 2012 لا يقرّهما الشرع، وتالياً لا يقر بأي تاريخ آخر، لأن المسلم لا يمكن ان يعلم بالامور الغيبية كتوقيت حدوث الساعة او نهاية العالم، فهو يؤمن بعذاب القدر ويوم الحساب، ولكنه لا يعلم متى وكيف، ولا يستطيع تحديدها لا باليوم ولا بالشهر ولا بالسنة. وبالتالي فشائعة نهاية العالم بعد سنتين لا نقر بها ونعتبرها خارجة عن الدين".
السلوك...هلع وهلوسة وعودة الى الغيبيات
انتشرت شائعة "النهاية الحتمية" كالعدوى حول العالم بفعل التناقل الهائل للمعلومات والانباء بسرعة قياسية، لتصبح نبوءة المايا المزعومة قضية عالمية تشغل بال مئات الملايين وتؤثر على سلوكياتهم ونمط عيشهم. وعلى سبيل المثال، اشارت بعض التقارير الاعلامية الاوروبية الى ان سبع نساء من اعضاء جماعة "يوم القيامة" الروسية خرجن من كهف كن ينتظرن فيه نهاية العالم، رغم بقاء اكثر من 28 شخصاً آخر من الجماعة نفسها فيه رافضين الخروج، مطلقين النار على الشرطة لابعادها عن مخابئهم. (يذكر انه إبان الحرب الباردة، عاش العالم اصعب لحظاته خاطفاً انفاسه خوفا من اشتعال حرب نووية مدمرة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، فاختبأ الآلاف في الملاجىء المحصّنة والمجهزة اعتقاداً منهم ان اي ضربة نووية ستقود الى فناء العالم وتدميره).
وتعليقاً على ردود الفعل الانسانية المتوقعة من هذه الظواهر، تقول فياض ان "سلوك الانسان طبيعي ومتوقع عندما يشعر بقلق وخوف كبيرين، فنراه يبحث في الغيب كي يجد حلاً للوضع الذي هو فيه، ليهرب من واقعه ومحيطه نتيجة عقدة ذنب يعانيها تزامناً مع شيوع خبر اقتراب نهاية العالم، اذ يعتقد ان القوى الغيبية تستطيع معاقبة المعتدين، لأنه غير قادر على معاقبة من يسبب الحروب والازمات. فظاهرة تغير المناخ على سبيل المثال تعتبر من الامور التي تخيف العالم من امكان افناء البشرية، ومن هنا يلجأ البعض الى تفسير اسباب التغير المناخي وتحويرها هرباً من المسؤوليات وعقد الذنب المتراكمة".
لا تحمل كل ظاهرة النتائج نفسها على الافراد والمجموعات، ولهذا لا يمكن القول أنه سيكون هناك رد فعل واحد عند البشر تجاه هذه الظواهر. اذ وبحسب فياض هناك انواع عدة من السلوك تختلف انطلاقًاً من تقويم الافراد النفسي "فالناس الذين لديهم استعداد للعدوانية، ستزيد عدوانيتهم، والناس الذين يعانون عقدة ذنب سيزيد تقوقعهم اكثر واكثر، اما الناس الايجابيون والمؤمنون فسيحاولون بدورهم القيام بأعمال تجنب وقوع الكوارث، وبالتالي لا اعتقد ان هناك نتيجة واحدة مترتبة على ردود الفعل المحتملة، الا انه نتيجةً لمفاعيل الكارثة على المستوى العالمي، سيؤدي ذلك الى مزيد من تعاطف البشر معاً حول "قضية نهاية العالم" لما ترتّب عليهم من مصير مشترك ومحتّم".
يشاطر مونس فياض رأيها فيقول ان الانسان "يسعى الى الاطمئنان والاستقرار الدائم والامان، ولهذا السبب نراه يلجأ الى هذه القضايا الغيبية التي تؤمن له ما فقده من استقرار". ويشبه حال الهلع هذه بما يسمّى نظرية "خراف دوركهايم"، (وهي خراف طبيعية تقوم فجأة بإلقاء نفسها بشكل جماعي في النهر، فتنتحر، وهو ما سمي "الانتحار غير المعقول")، معتبراً ان "هذا السلوك الغريب يتولد من فزع وخوف وقلق ترافقه حالة من الهلع غير الطبيعي والهلوسة الاجتماعية".
حال الهلع هذه يفسرها الذوقي بأنها متأتية من ضعف الايمان "فإذا كان الانسان مستعداً لهذا اليوم لا يخاف، ولهذا السبب يمكن ربط هذا الخوف الكبير بقلة الايمان. يضاف اليه تلك الحملة الاعلامية الضخمة التي سبقت وترافقت مع عرض فيلم 2012 بغرض التسويق والتجارة المادية والنفسية بقلق الناس ومخاوفها".
ماذا عن سيناريوات القيامة؟
يعتقد مونس ان يوم القيامة لا يعرفه احد، ولا يمكن التنبّؤ به متى وكيف، وبرأيه "القيامة تقوم عندما ينتشر ملكوت المسيح كاملاً من السلام والحب والمغفرة في جميع قلوب الناس، فيتحول الكون من عالم الخطيئة الى عالم البراءة والسلام والحب، وتتغير الامور الى الافضل، لتشمل الانسان بشكل اساسي وجوهري". ويضيف: "سيأتي الوقت ليحضر المسيح مجدداً فينا، وهذا ما يسمى في اللاهوت "الظهور الالهي"، ويعني انكشاف سر الله في العالم اجمع، وهذا يتم في قلب الانسان وفي كل اقاصي العالم، بحيث سيتمثل هذا الحضور الالهي بجمال فائق الروعة، فاذا كانت بداية الكون قد بدأت بنسيم الله يعبر في الجنة، كذلك ستكون النهاية بسلام يسوع المسيح".
أما اسلامياً، وقبل ان يأتي يوم القيامة، ذكر العلماء المسلمون علامات ودلائل تسبق هذا اليوم، ومنها ما يسمى علاقات الساعة الصغرى، وعلامات الساعة الكبرى. وفي هذا الاطار، يعتقد الذوقي ان علامات الساعة الصغرى حصلت بمعظمها "وهي تتمثل اولاً بانتشار الزنى والخمر وكثرة الهرج والقتل، تماماً كما نرى الآن في فلسطين والعراق وفي مختلف بلاد العالم، تضاف اليها كيف ان النساء عاريات في الطرق، وانتشار الفاحشة والزنى والاغاني والمعازف من دون اي خجل".
سيناريو القيامة بعلاماته الكبرى، يبدأ مع ظهور الامام المهدي، لتتوالى بعده العلامات الاخرى والاحداث بشكل متسارع "فيظهر الاعور الدجّال ويفتن بالناس، وبعدها يظهر سيدنا عيسى (يسوع المسيح) ويقتل الدجّال في بابلو في فلسطين، بعد ذلك يرفع القرآن من الصدور والسطور، (تختفي الآيات من صفحات القرآن)، وتتمثل العلامة الاخيرة من علامات الساعة بشروق الشمس من المغرب، عندها يأمر رب العالمين اسرافيل، فينفخ بالبوق ليصعق جميع من في السموات والارض الى ما شاء الله، ثم ينفخ مرة ثانية، فيقوم كل الناس من زمن سيدنا آدم عليه السلام حتى وقت سيدنا محمد الى كل الامم والخلائق والانبياء، فيبعثون من جديد ليكون يوم الحساب. لذلك نحن كمسلمون نؤمن انه لكي يحصل يوم القيامة لا بد ان تحدث هذه العلامات، وتحديد يوم معين او تاريخ معين لا ندخل فيه شرعاً لأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن يعلم متى تقوم الساعة وقد قال ذلك في القرآن الكريم".
ماذا لو تحققت النبوءة؟
بالتوازي مع ما قاله الذوقي، وبعيداً من الشائعات والتسويقات، يتوقع علماء ان يتوافق يوم 21/12/2010 مع انقلاب الشمس في الشتاء، ويشهد ايضاً توازي الشمس مع مجرة درب التبانة، اذ يقول عدد من النظريات، ان الارض في ذلك اليوم ستبدأ بالدوران العكسي نتيجة الانعكاس القطبي، لتشرق الشمس من مغربها مسببةً العواصف الشمسية، والزلازل والاعاصير وموجات التسونامي بفعل تغير عوامل الجاذبية والقوة المغناطيسية للارض، فهل يمكن اعتبار ما هو متوقع (شروق الشمس من المغرب) من علامات الساعة الكبرى لدى المسلمين، وتالياً تكون النهاية الفعلية في 2012؟ يجيب الذوقي: "علينا الانتظار، ففي حال حصلت هذه العلامات كلها وصدقت، تكون القيامة قد ابتدأت بالفعل، ولكن لا يمكن ان نحسم الامور، لأن الله قادر على تغيير التوقعات والحسابات في اللحظة الاخيرة".
ووسط هذه التحليلات والتفسيرات، تشدد فياض على ضرورة سيطرة الناس على مشاعرهم من جراء هذه الشائعة، وتستشهد بقول الامام علي: "إعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً"، وتالياً لا داعي للقلق لأن النهاية ستكون حتمية يوماً ما، واطلب من الناس السيطرة على مشاعرهم ولنتوقف عن الهرب من واقعنا الى السماء، فلندع السماء بأيدي مالكها، (متل ما الله بيريد)، ولنتمنى ان لا تندلع الحروب، وان تتوقف النزاعات بين السنة والشيعة في مناطقنا، فالتنبؤات موجودة كل الوقت، وفي كل زمان ومكان وبالتالي لا يمكن الاستمرار بالعيش تحت رحمتها".
في المقابل، يدعو مونس كل الناس الى "قراءة الانجيل والاعتماد على العلم والعقل وان لا يدخل عالم الاوهام والخرافات والاجتهادات الكتابية والحكايات والاساطير والتخيلات والفزع". فيما يشدد الذوقي على "الايمان بالله وقدرته يقضي على كل هذه الاوهام والتنبؤات الباطلة".
وفي انتظار الساعة 11:11 قبل الظهر بالتوقيت العالمي من نهار 21/12/2012، يبقى السؤال: اي مصير ينتظر العالم في حال صحّت هذه الاقاويل والشائعات، وفي حال اتضح ان نبوءة المايا حقيقة لا تخطىء؟ فهل ينتهي العالم في 2012؟
افلام وكتب تؤدي الى اكبر موجة رعب انساني
لا شك في ان فيلم 2012 الذي عُرض في صالات السينما السنة الماضية كان قد حقق اكبر موجة رعب انساني لكل من يعيش على سطح الارض، بعد عرضه سيناريو مخيفاً لنهاية العالم، اذ يحكي الفيلم عن خبير جيولوجي اكتشف بعد متابعته لاحوال الارض من مراصد يعمل بها في مناطق متفرقة من العالم، ان القشرة الارضية سوف تتشقّق وتحدث انفجارات هائلة تقضي على الحياة على سطح الارض نتيجة تغيّرات باطنية وتزايد في النشاط الشمسي.
يأتي الفيلم في اطار سينمائي مرعب ومبهر بالمؤثرات الخاصة. انهيارات لمنازل ومدن بأكملها، بلدان يبتلعها باطن الارض المضطرب، واخرى تغرق نتيجة تسونامي تصل موجاتها الى قمة جبل افرست، ترافقها عواصف واعصارات تضرب السهول والجبال وتودي بحياة مئات الملايين من البشر حول العالم.
يذكر ان تكلفة الفيلم الجديد فاقت الـ 200 مليون دولار، وقد حصد في ثلاثة اسابيع فقط اكثر من مليار دولار في جميع دور العرض في العالم. وكان لحساسية الموضوع، وللحملة الاعلامية المسبوقة تأثير كبير على الرأي العام الدولي مما ادى الى تحقيقه نجاحاً مبهراً وارباحاً طائلة وشهرةً واسعة.
من جهة اخرى، تم اصدار ونشر مئات الكتب التي تحمل عنوان "2012 - نهاية العالم"، ولا تزال المكتبات في انتظار المزيد منها خلال الشهور المقبلة. ومن بينها كتاب Aapocalypse، الذي يدرج فيه المؤلف لورنس جوزف مجموعة من الاحتمالات التي يمكن ان تحصل في ذلك اليوم، الا انه يعتقد ان 21/12/2012 لن يشهد نهاية العالم. في المقابل، يقول روبرت سابت صاحب كتاب (survive 2012) ان "شيئاً ما مروعاً وبغاية المأسوية سيحدث، والا لماذا تركت تلك الحضارات القديمة تحذيرات مبهمة؟". ولبنانياً، حصد كتاب الباحث والروائي اللبناني الشهير أمين معلوف (اختلال العالم) مبيعات عالية جداً في معرض الكتاب العربي الاخير في بيروت، محققاً جدلاً واسعاً بعد توقعه بأن "كوكب الارض يتّجه الى النهاية نتيجة افعال سكّانه في المجالات البيئية والمناخية والاخلاقية والسياسية والانسانية على حد سواء".
يؤكد علماء ان جسماً فضائياً يدعى Aprofiss سيقترب من الكرة الارضية بحلول سنة 2029، وثمة احتمال ان يصطدم بها، وسيكون تأثير هذا الارتطام معادلاً لأكثر من 880 ميغاطن من مادة (TNT) المتفجرة ، ويوازي اكثر من 15 الف ضعف من انفجار قنبلة هيروشيما التي القيت على اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية.
يوجد العديد من السيناريوات لنهاية العالم، او على الاقل التي يمكن ان تؤدي الى افناء عدد هائل من البشر، وفي ما يأتي لائحة أعدها احد المواقع الالكترونية "المسوّق لتلك الشائعة" وفيها عدد من الاخطار المحدقة التي تهدد الجنس البشري، وهي مصنفة كالآتي:
❐ تهديدات من فعل الانسان:
- مرض معد وفتاك يفقد البشرية السيطرة على انتقاله.
- حرب نووية او حرب تستخدم فيها اسلحة بيولوجية.
- حدوث تفاعل خارج عن السيطرة من تصادم ضخم للجسيمات الذرية تؤدي الى كارثة نووية.
- تجربة "تحوير جيني" تؤدي الى دمار بيولوجي، بما يخلق نوعاً جديداً من الكائنات المهجرية تتكاثر بسرعة رهيبة وتقضي على البشر.
❐ تهديدات من الفضاء:
- حدوث انفجار نجمي مجاور للشمس بما يعرف بـ (Super Nova).
- انفجار داخل الثقب الاسود لمجرة درب التبانة.
- زيادة اشعاعات Gamma القاتلة.
- ارتطام الارض بنيزك او مذنب هائل بحجمها.
- افراط في انفجارات ألسنة اللهب في الشمس لتطال الارض وتحرقها فتتبخر المحيطات وتنتهي الحياة.
- عواصف شمسية عنيفة تؤدي الى زعزعة استقرار الارض وتوازنها.
- غزو مخطط من قبل مخلوقات من خارج الارض (UFO Attack).
❐ تهديدات ناجمة من الارض نفسها:
- انعكاس في قطبية الارض المغناطيسية يؤدي الى تغييرات مناخية وزلزال.
- انقلاب قطبي الارض ودورانها بعكس ما هي عليه اليوم.
- ظاهرة الاحتباس الحراري او الدفيئة مما يؤدي الى ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي، ينتج منها ارتفاع مستوى البحر وغرق كثير من المدن وحدوث اعاصير مدمرة.
شيعة العراق ينتظرون الامام المهدي
في 2012
أثارت دراسة عراقية نوقشت في كلية العلوم بجامعة بغداد عن ظهور كوكب جديد يطلق عليه "نيبيرو"، وأنه سوف يلحق الدمار بالعالم في 2012، جدلا واسعا بين مؤيد لها ورافض لفحواها. وبينما أيد شيعة عراقيون النبوءة، وعدّوها صحيحة وفق اعتقادات دينية تقول بظهور الامام المهدي يوم 21-12-2012، وانه في هذا اليوم سيكون شروق الشمس من مغربها، نفت جمعية الفلكيين السعوديين بجدة في بيان لها وجود ما يسمى كوكبي إكس أو نيبيرو، وان لا صحة لوجود أشعة شمسية تعمل على انقراض البشر سنة 2012، مؤكدة أن نهاية الكون في علم الغيب. وشدد بيان الجمعية الفلكية بجدة على أن كوكب نيبيرو هو مجرد أسطورة تعود إلى الحضارة السومرية.
وكانت كلية العلوم العراقية قالت ان دراسة أجراها عدد من المتخصصين في علوم الفيزياء والفلك والفضاء والجيولوجيا بالاعتماد على صور الأقمار الاصطناعية للمجموعة الشمسية والمجرات وطبيعة دورانها وحركتها تناسقيا مع كوكب الأرض وتأثيرها على المناخ والأجواء الأرضية، تشير إلى ان نهاية كوكب الأرض ربما ستكون بعد ارتطامه بجرم سماوي مجهول يقع تحت تأثير جاذبية الشمس، ويدور بدرجة عالية من الانحراف حول كوكب الأرض.
اعصار شمسي في 2012 قد يتسبب بأضرار تريليونية
حذر تقرير صدر اخيراً عن وكالة الفضاء الاميركية (NASA) من الاخطار التي قد تتسبب بها العواصف الشمسية على سطح الارض، اذ ان العديد من الدراسات السابقة اختبرت تأثيرات الشمس على الارض، الا ان اياً منها لم يبحث في اخطار العواصف الشمسية على الحياة العصرية. التقرير الصادر عن "ناسا" بالتعاون مع الاكاديمية الوطنية للعلوم، يقول ان الولايات المتحدة على سبيل المثال تعتمد بشكل كبير على آخر صرخات التكنولوجيا، الا انها لم تقم بأي دراسة حول تأثير العواصف الشمسية على مجالات عدة كالاتصالات والتمويل والنشاطات الحكومية ووسائل النقل. واضاف التقرير انه اذا ما ضرب الكرة الارضية اعصار شمسي كاعصار كاترينا على سبيل المثال، فان الاضرار قد تصل الى ما قيمته 1 او 2 تريليون دولار. وقال البروفسور دانيال بيكر، مدير مختبر فيزياء المناخ والفيزياء انه "بصرف النظر عما اذا كانت هذه العواصف جوية او فضائية، فان النتائج ستكون وخيمة على المجتمع المدني، وكل ذلك بالطبع يعتمد على التقنيات الحديثة المستخدمة".
وحذر التقرير من امكان اصابة الارض بأضرار لا يمكن تفاديها اذا ما وصلت نشاطات الشمس الى المستوى ذاته الذي وصلت اليه في ايار 1921، حيث ان الولايات المتحدة غير مجهزة تكنولوجياً لمواجهة هذا النوع من العواصف. وقد ادرج التقرير مجموعة من التأثيرات السلبية لهذا النوع من العواصف، كحدوث خلل في طرق النقل والاتصالات وانظمة التمويل والمصارف.
يذكر ان نشاط الشمس حالياً هو في اقل مستوياته بدورته الحالية التي تبلغ 11 عاماً، لكن من المتوقع ان تقوم الشمس بانتاج اشعاعات حرارية قد تزداد حتى تصل الى اعلى مستوياتها في 2012.
سلمان العنداري - SA