مما لا شك فيه ان الاحتجاجات الشعبية الهائلة التي شهدها العالم
العربي قبل اكثر من عام فعلت فعلتها في كل مكان. انظمة سقطت، وعروش اهتزت وتزعزعت،
حكّام استسلموا لارادة الناس، وآخرون هربوا على عجل. مفاهيم تغيّرت، ومعادلات
ومقاييس انقلبت.
خرج الناس من السجن العربي الكبير، وفتح الشباب العرب الابواب على مصراعيها بعد ان اوصدت لعقود بأغلال الذل والقمع ونظرية المؤامرة ومحاربة قوى الاستكبار.
الشباب كسروا حاجز الخوف، وقرروا بأصواتهم وسواعدهم وحناجرهم اسقاط كل المفاهيم والقضاء على عصر غابر كاد ان يودي بأحلامهم وطموحاتهم ومستقبلهم.
شباب الربيع العربي يتحدثون اليوم، يحللون، ويقيمون الربيع المستمر انطلاقاً من تجربتهم وقراءتهم للاحداث والتطورات. فماذا يقولون؟، وما هي المصاعب التي تواجه الانتقال من مرحلة الى اخرى، وهل صحيح ان الثورة اليوم تعيش زمنا صعباً، وان الامور ليست على ما يرام؟...
الاردن: الامور لن تصل الى ثورة ... ولكن
عبدالله المومني، اعلامي اردني، يراقب الحراك المستمر في العالم العربي، ويتابع مجريات الاحداث في بلده, فيعتبر ان "الثورات صحيحة طالما تأتي برغبة الشعوب. ولكن بما يتعلق بالمسار، فهذا يبقى مجهولاً لان اغلب الثورات التي كانت تسود الدول الكبرى ومنها روسيا لم يعرف مصيرها منذ بدايتها، لان مصطلح (ثورة) يحتاج لسنوات حتى يتحقق على ارض الواقع... ولكن الثورات العربية بالتأكيد سيكون مصيرها افضل مما كانت عليها نتيجة لقبول الشعوب بالواقع الذي طالبوا بتغييره مهما كانت الظروف .ولكنها تحتاج الى تنظيم وسعي من كافة الاطياف سياسيا ً ودينيا ً".
ويرى المومني "ان الثورة لم تتحقق بمعناها الحقيقي حتى بعد وقت ولذلك فإن الاهداف ترتكز على الاولويات، والاهم في ما تحققه بالدرجة الاولى، وما يليها من انجازات واهداف يأتي مع الوقت. واذا كان الاصلاح السياسي قد بدأ بالفعل بشكل او بآخر، فإن الاوضاع الاقتصادية تزداد سوءاً على ارض الواقع، فالثورة العربية اثرت على اهم قطاع واجهته دول الربيع العربي، وهو قطاع السياحة. ففي مصر التي كانت المستفيد الاكبر من السياحة، قد واجهت مأزقا ً حقيقياً بعد الثورة، لتعاني انخفاضا وصل الى 3.6 مليار دولار في 4 شهور. وكذلك تونس وليبيا، والآن في سوريا ذات السياحة الدينية" .
وحول ما يتعلق بالاردن، لا يعتقد المومني أن الامور ستصل الى ثورة بقدر ما "قد تواجه مناورات شعبية تجاه اخطاء الحكومة، والصحيح ان النظام يواجه ضغطا ً من قبل الحراك والمعارضة، الا انه لا يمكننا ان نقول ايضا ان الوضع خطير نظرا ً لتركيبة المجتمع الاردني حيث ان الأردن محصّن بشرعية النظام والاستقرار. فالشعب والمعارضة والحراك ليس من ضمن مطالبها نهائيا تغيير النظام، وإنما تطالب بإصلاحات سياسية وحكومة منتخبة, وايضا انقاذ الاقتصاد الذي يؤدي يوما ً بعد يوم الى اندثار الطبقة الوسطى, الأمر الذي يدل على ان الوضع خطير وكل ذلك نتيجة قضايا الفساد الكبيرة التي يقودها رجال على مستوى الدولة ولا زالوا يعملون في النظام ولكن هناك مماطلة من قبل القضاء في اقصاءهم. ولكن لو حدث في الاردن شيء له شبيه بالثورة فأن المتضرر الاكبر هو الشعب نتيجة التركيبة العشائرية والخطيرة اجتماعياً".
"المستقبل الذي ينتظرني كشاب عربي طموح وسط هذه الفوضى، هو طموح اي شاب عربي يسعى لحقوقه الاساسية التي يضمنها نظام عادل ومساو في توزيع الفرص", يقول المومني، متابعاً: "كل الشباب العربي الآن لا يريد سوى الفرصة والثقة. الفرصة لقيادة الدفة وتحسين الواقع كلا ً في مجاله وخبرته. والثقة للتفاهم مع الفئات المجتمعيه الأخرى على اساس المصلحة العليا. ولكن الشباب سيكون لهم مستقبل مهم في المرحلة القادمة ولكن طموحي كشاب دفعني للتجاوب مع الظروف ومحاولة التغيير من مكاني ايجابيا ً".
اليمن ... صورة لم تتوضّح بعد
يعتقد عهد الرفيد من اليمن، "ان هناك اختلاف لما وصلت له الثورات العربية من نتائج، فهي لم تحقق الاهداف المطلوبة كاملة. اذ ان المسار الصحيح لبعض الثورات العربية لم يبلغ خواتيمه الصحيحة، فباتت الامور والاحداث تتطور بحسب رؤى واهداف دول لها مصالحها الخاصة".
ويعتبر الرفيد، الناشط الحقوقي والمشارك في الثورة اليمنية ان " الثورة في اليمن لم تحقق اي هدف، ولكنها تمكنت من ابعاد الرئيس من الحكم، الا ان البلاد ما تزال تدور في حلقة مغلقة يحكمها نفس الاشخاص وتدار عن طريق السفير الامريكي والمملكة العربية السعودية التي ترى انه ليس هنالك من ثورة انما ازمة سياسية يمكن حلّها بالعُرف القبلي، وكأن اليمن كعكة تقسم لنفس الاشخاص بالسكين الامريكي".
ويعتبر الرفيد ان "الشباب قال كلمته في الساحات، وقد استشهد المئات منهم ومازالوا مستمرين في نضالهم لتحقيق الاهداف، الا ان القوى السياسية من الاحزاب لعبت دورها لتبقى، ولم تدع اي فرصة للشباب لتكوين حزب يضمهم في إطار ممنهج"، محمّلاً "الاحزاب مسؤولية تشتت القوى الشبابية في ظل حركات ومجموعات عن طريق اعضائها المتواجدين في الساحات الثورية".
هذا ويشدد الرفيد على ان "انتقال السلطة هو تغيير جذري للنظام، وهنا لم يتحقق. فظل من يحكم اليمن هو هو، وقد تم توزيع بعض الحقائب الوزارية على بعض احزاب المعارضة، وتم تهميش الشباب، لتتحول الثورة إلى اوراق يتم تداولها تحت الطاولة واستغلال قوة الثوار لمطالبهم الشخصية".
وقال: "لايمكن التنبؤ بمستقبل اليمن في الوقت الراهن لاننا نعيش احتقاناً كبيراً، وغضباً ناتجاً عن عدم تحقّق كل مطالبنا، بالاضافة الى وجود قضايا لم يتم حلّها حتى هذه اللحظة، كقضية الجنوب وقضية الحوثيون"، معتبراً ان "الشارع يتحدث عن احتمال تقسيم اليمن، ومنهم من يؤيد حلّ الفدرالية او الانفصال عن الدولة المركزية، كل تلك الامور ستتبلور وتتوضّح على المدى المتوسط".
مصر: المشوار لسّه طويل ...
توافق الناشطة السياسية والمدنية رشا شعبان على كلام عهد الرفيد، وتعتبر ان "الثورات العربية لا تسير في مسارها الصحيح، وهي متأثرة جداً بما يحدث في سوريا من اباده جماعية و جرائم انسانية. الدول العربية و في مقدمتها مصر هي ضحية الضغط الخارجي، على الرغم من أنني لا أؤمن بنظرية المؤامرة، ولكني انظر ماذا يحدث في مصر من قتل بالدم البارد لروح الثورة و الفكر الثوري. والجميع يعلم أن الثورة والتغيير و الاصلاح لو نجحوا في مصر و استردت مصر عافيتها وزعامتها، لأصبحت المنطقة العربية كلها في شكل جديد و فكر جديد".
وترى الشابة المصرية ان "الثورة المصرية لم تنجح في تحقيق كل أهدافها أو حتى جزء منها،فـ"المشوار لسه طويل" و سوف يستغرق العديد و العديد من السنوات حتى تستطيع أن تغير في العقول والثقافة السائدة الآن".
تشدد شعبان على ان "جيل الشباب يمتلك الحماسة والقدرة على إحداث تغيير على الوجه السريع، فاذا كانت مصر اشبه بمريض السرطان في حالته المتأخرة، فالثورة والشباب بمثابة العلاج السحري، ولكن الخلايا السرطانية ترفضه و تقذفه بعيداً، الا انه في النهاية سينتصر العلاج و تبدأ حالة مصر في التحسن".
ووسط هذه الصورة، تتوقّع شعبان أن تتبدل الأحوال في مصر، "ولكن هذا كله يعتمد على الفترة القادمة و على من سيتولى البلاد. ففكرة الثورة للأسف الشديد في ضعف مستمر، ولكن مصر كل يوم تكتشف قدارت شبابها وثوّارها الباهرة التي تبعث على الأمل".
وعن المخاوف من امكانية سيطرة الاسلام السياسي في المنطقة بأكملها بعد نتائج الانتخابات في دول الربيع العربي، تقول شعبان: "انا ضد الاسلام السياسي ومن يقوده. فالدين الاسلامي شامل و جامع ويصلح لادارة شؤون حياتنا على مر العصور، ولكن فلننظر الى المهازل التي تحدث الآن على حدود مصر، وفي سوريا يقتل الأطفال و تغتصب النساء، بينما يقوم عضو سلفي في مجلس الشعب ليرفع الآذان آثناء انعقاد الجلسة", وتضيف شعبان: "فليذهبوا جميعاً الى الجحيم ولنتذكر دائماً أن الله يقيم الدولة الكافرة ولو كانت عادلة ولا يقيم الدولة المؤمنة ولو كانت ظالمة".
مصر : نظام مبارك لم يسقط بعد ...
بدورها تقول الناشطة في حقوق المرأة المصرية جواهر الطاهر، ان "الثورة المصرية لا تسير في مسارها الصحيح لأنها معلقة مابين السماء والأرض، وتنتظر انتخاب الرئيس الجديد، وتتخبّط بمجموعة من المشاكل الخاصة من المطالبة بالإفراج عن المعتقلين بالاضافة الى انتظار ما ستقرّه المحاكمات الخاصة بقتل المتظاهرين، ولا اخفي سرا عندما اقول اننا نخشى على هذه الثورة ان تضيع وان تنتهي بشكل دراماتيكي لنعود الى الوراء شيئاً فشيئاً".
وترى الطاهر ان "السبب الرئيسي في المشاكل التي تواجهها مصر ما بعد الثورة يكمن في ظلّ النظام الموجود في مراكز الحكم، خاصة وان الثوّار لم يقتصّوا من كل الطبقة الحاكمة ولم يقضوا عليها من جذورها، اذ ان نظام مبارك باق بالفلول ورجال الاعمال المفسدين وفلول المخربين، والقلة الصامتة والانفلات الامني المقصود، والاعلام الموجه. كل هذا يدل على ان الثورة لم تنجح في كل اهدافها".
وحول ما إذا كانت الثورة قد انصفت المرأة المصرية والعربية, تجيب الطاهر بمرارة: "هناك انتكاسة لحقوق المرأة في مصر فقد زادت المطالبات بإلغاء بعض القوانين الخاصة بالاحوال الشخصية والتي كانت بمثابة مكتسبات وايضا جاء الغاء الكوتة لكي نجد ان النساء بالبرلمان لا يتعدّين الـ 11 من بين اكثر من 500 عضواً، وايضا اللجنة التي اعدت الاعلان الدستوري لم تتضمن حتى امرأة واحدة، هذا بالاضافة الى السحل والضرب والتعرية التي تعرضت لها النساء على ايدي المجلس العسكري، واخيرا وليس آخراً فإن براءة الطبيب المجند الذي قام بعمل فحوص العذرية على المحتجزات في مارس 2011 كل هذا يدل على ان الثورة لم تنصف المرأة المصرية بل زادت من تهميشها والإنتقاص من حقوقها".
خرج الناس من السجن العربي الكبير، وفتح الشباب العرب الابواب على مصراعيها بعد ان اوصدت لعقود بأغلال الذل والقمع ونظرية المؤامرة ومحاربة قوى الاستكبار.
الشباب كسروا حاجز الخوف، وقرروا بأصواتهم وسواعدهم وحناجرهم اسقاط كل المفاهيم والقضاء على عصر غابر كاد ان يودي بأحلامهم وطموحاتهم ومستقبلهم.
شباب الربيع العربي يتحدثون اليوم، يحللون، ويقيمون الربيع المستمر انطلاقاً من تجربتهم وقراءتهم للاحداث والتطورات. فماذا يقولون؟، وما هي المصاعب التي تواجه الانتقال من مرحلة الى اخرى، وهل صحيح ان الثورة اليوم تعيش زمنا صعباً، وان الامور ليست على ما يرام؟...
الاردن: الامور لن تصل الى ثورة ... ولكن
عبدالله المومني، اعلامي اردني، يراقب الحراك المستمر في العالم العربي، ويتابع مجريات الاحداث في بلده, فيعتبر ان "الثورات صحيحة طالما تأتي برغبة الشعوب. ولكن بما يتعلق بالمسار، فهذا يبقى مجهولاً لان اغلب الثورات التي كانت تسود الدول الكبرى ومنها روسيا لم يعرف مصيرها منذ بدايتها، لان مصطلح (ثورة) يحتاج لسنوات حتى يتحقق على ارض الواقع... ولكن الثورات العربية بالتأكيد سيكون مصيرها افضل مما كانت عليها نتيجة لقبول الشعوب بالواقع الذي طالبوا بتغييره مهما كانت الظروف .ولكنها تحتاج الى تنظيم وسعي من كافة الاطياف سياسيا ً ودينيا ً".
ويرى المومني "ان الثورة لم تتحقق بمعناها الحقيقي حتى بعد وقت ولذلك فإن الاهداف ترتكز على الاولويات، والاهم في ما تحققه بالدرجة الاولى، وما يليها من انجازات واهداف يأتي مع الوقت. واذا كان الاصلاح السياسي قد بدأ بالفعل بشكل او بآخر، فإن الاوضاع الاقتصادية تزداد سوءاً على ارض الواقع، فالثورة العربية اثرت على اهم قطاع واجهته دول الربيع العربي، وهو قطاع السياحة. ففي مصر التي كانت المستفيد الاكبر من السياحة، قد واجهت مأزقا ً حقيقياً بعد الثورة، لتعاني انخفاضا وصل الى 3.6 مليار دولار في 4 شهور. وكذلك تونس وليبيا، والآن في سوريا ذات السياحة الدينية" .
وحول ما يتعلق بالاردن، لا يعتقد المومني أن الامور ستصل الى ثورة بقدر ما "قد تواجه مناورات شعبية تجاه اخطاء الحكومة، والصحيح ان النظام يواجه ضغطا ً من قبل الحراك والمعارضة، الا انه لا يمكننا ان نقول ايضا ان الوضع خطير نظرا ً لتركيبة المجتمع الاردني حيث ان الأردن محصّن بشرعية النظام والاستقرار. فالشعب والمعارضة والحراك ليس من ضمن مطالبها نهائيا تغيير النظام، وإنما تطالب بإصلاحات سياسية وحكومة منتخبة, وايضا انقاذ الاقتصاد الذي يؤدي يوما ً بعد يوم الى اندثار الطبقة الوسطى, الأمر الذي يدل على ان الوضع خطير وكل ذلك نتيجة قضايا الفساد الكبيرة التي يقودها رجال على مستوى الدولة ولا زالوا يعملون في النظام ولكن هناك مماطلة من قبل القضاء في اقصاءهم. ولكن لو حدث في الاردن شيء له شبيه بالثورة فأن المتضرر الاكبر هو الشعب نتيجة التركيبة العشائرية والخطيرة اجتماعياً".
"المستقبل الذي ينتظرني كشاب عربي طموح وسط هذه الفوضى، هو طموح اي شاب عربي يسعى لحقوقه الاساسية التي يضمنها نظام عادل ومساو في توزيع الفرص", يقول المومني، متابعاً: "كل الشباب العربي الآن لا يريد سوى الفرصة والثقة. الفرصة لقيادة الدفة وتحسين الواقع كلا ً في مجاله وخبرته. والثقة للتفاهم مع الفئات المجتمعيه الأخرى على اساس المصلحة العليا. ولكن الشباب سيكون لهم مستقبل مهم في المرحلة القادمة ولكن طموحي كشاب دفعني للتجاوب مع الظروف ومحاولة التغيير من مكاني ايجابيا ً".
اليمن ... صورة لم تتوضّح بعد
يعتقد عهد الرفيد من اليمن، "ان هناك اختلاف لما وصلت له الثورات العربية من نتائج، فهي لم تحقق الاهداف المطلوبة كاملة. اذ ان المسار الصحيح لبعض الثورات العربية لم يبلغ خواتيمه الصحيحة، فباتت الامور والاحداث تتطور بحسب رؤى واهداف دول لها مصالحها الخاصة".
ويعتبر الرفيد، الناشط الحقوقي والمشارك في الثورة اليمنية ان " الثورة في اليمن لم تحقق اي هدف، ولكنها تمكنت من ابعاد الرئيس من الحكم، الا ان البلاد ما تزال تدور في حلقة مغلقة يحكمها نفس الاشخاص وتدار عن طريق السفير الامريكي والمملكة العربية السعودية التي ترى انه ليس هنالك من ثورة انما ازمة سياسية يمكن حلّها بالعُرف القبلي، وكأن اليمن كعكة تقسم لنفس الاشخاص بالسكين الامريكي".
ويعتبر الرفيد ان "الشباب قال كلمته في الساحات، وقد استشهد المئات منهم ومازالوا مستمرين في نضالهم لتحقيق الاهداف، الا ان القوى السياسية من الاحزاب لعبت دورها لتبقى، ولم تدع اي فرصة للشباب لتكوين حزب يضمهم في إطار ممنهج"، محمّلاً "الاحزاب مسؤولية تشتت القوى الشبابية في ظل حركات ومجموعات عن طريق اعضائها المتواجدين في الساحات الثورية".
هذا ويشدد الرفيد على ان "انتقال السلطة هو تغيير جذري للنظام، وهنا لم يتحقق. فظل من يحكم اليمن هو هو، وقد تم توزيع بعض الحقائب الوزارية على بعض احزاب المعارضة، وتم تهميش الشباب، لتتحول الثورة إلى اوراق يتم تداولها تحت الطاولة واستغلال قوة الثوار لمطالبهم الشخصية".
وقال: "لايمكن التنبؤ بمستقبل اليمن في الوقت الراهن لاننا نعيش احتقاناً كبيراً، وغضباً ناتجاً عن عدم تحقّق كل مطالبنا، بالاضافة الى وجود قضايا لم يتم حلّها حتى هذه اللحظة، كقضية الجنوب وقضية الحوثيون"، معتبراً ان "الشارع يتحدث عن احتمال تقسيم اليمن، ومنهم من يؤيد حلّ الفدرالية او الانفصال عن الدولة المركزية، كل تلك الامور ستتبلور وتتوضّح على المدى المتوسط".
مصر: المشوار لسّه طويل ...
توافق الناشطة السياسية والمدنية رشا شعبان على كلام عهد الرفيد، وتعتبر ان "الثورات العربية لا تسير في مسارها الصحيح، وهي متأثرة جداً بما يحدث في سوريا من اباده جماعية و جرائم انسانية. الدول العربية و في مقدمتها مصر هي ضحية الضغط الخارجي، على الرغم من أنني لا أؤمن بنظرية المؤامرة، ولكني انظر ماذا يحدث في مصر من قتل بالدم البارد لروح الثورة و الفكر الثوري. والجميع يعلم أن الثورة والتغيير و الاصلاح لو نجحوا في مصر و استردت مصر عافيتها وزعامتها، لأصبحت المنطقة العربية كلها في شكل جديد و فكر جديد".
وترى الشابة المصرية ان "الثورة المصرية لم تنجح في تحقيق كل أهدافها أو حتى جزء منها،فـ"المشوار لسه طويل" و سوف يستغرق العديد و العديد من السنوات حتى تستطيع أن تغير في العقول والثقافة السائدة الآن".
تشدد شعبان على ان "جيل الشباب يمتلك الحماسة والقدرة على إحداث تغيير على الوجه السريع، فاذا كانت مصر اشبه بمريض السرطان في حالته المتأخرة، فالثورة والشباب بمثابة العلاج السحري، ولكن الخلايا السرطانية ترفضه و تقذفه بعيداً، الا انه في النهاية سينتصر العلاج و تبدأ حالة مصر في التحسن".
ووسط هذه الصورة، تتوقّع شعبان أن تتبدل الأحوال في مصر، "ولكن هذا كله يعتمد على الفترة القادمة و على من سيتولى البلاد. ففكرة الثورة للأسف الشديد في ضعف مستمر، ولكن مصر كل يوم تكتشف قدارت شبابها وثوّارها الباهرة التي تبعث على الأمل".
وعن المخاوف من امكانية سيطرة الاسلام السياسي في المنطقة بأكملها بعد نتائج الانتخابات في دول الربيع العربي، تقول شعبان: "انا ضد الاسلام السياسي ومن يقوده. فالدين الاسلامي شامل و جامع ويصلح لادارة شؤون حياتنا على مر العصور، ولكن فلننظر الى المهازل التي تحدث الآن على حدود مصر، وفي سوريا يقتل الأطفال و تغتصب النساء، بينما يقوم عضو سلفي في مجلس الشعب ليرفع الآذان آثناء انعقاد الجلسة", وتضيف شعبان: "فليذهبوا جميعاً الى الجحيم ولنتذكر دائماً أن الله يقيم الدولة الكافرة ولو كانت عادلة ولا يقيم الدولة المؤمنة ولو كانت ظالمة".
مصر : نظام مبارك لم يسقط بعد ...
بدورها تقول الناشطة في حقوق المرأة المصرية جواهر الطاهر، ان "الثورة المصرية لا تسير في مسارها الصحيح لأنها معلقة مابين السماء والأرض، وتنتظر انتخاب الرئيس الجديد، وتتخبّط بمجموعة من المشاكل الخاصة من المطالبة بالإفراج عن المعتقلين بالاضافة الى انتظار ما ستقرّه المحاكمات الخاصة بقتل المتظاهرين، ولا اخفي سرا عندما اقول اننا نخشى على هذه الثورة ان تضيع وان تنتهي بشكل دراماتيكي لنعود الى الوراء شيئاً فشيئاً".
وترى الطاهر ان "السبب الرئيسي في المشاكل التي تواجهها مصر ما بعد الثورة يكمن في ظلّ النظام الموجود في مراكز الحكم، خاصة وان الثوّار لم يقتصّوا من كل الطبقة الحاكمة ولم يقضوا عليها من جذورها، اذ ان نظام مبارك باق بالفلول ورجال الاعمال المفسدين وفلول المخربين، والقلة الصامتة والانفلات الامني المقصود، والاعلام الموجه. كل هذا يدل على ان الثورة لم تنجح في كل اهدافها".
وحول ما إذا كانت الثورة قد انصفت المرأة المصرية والعربية, تجيب الطاهر بمرارة: "هناك انتكاسة لحقوق المرأة في مصر فقد زادت المطالبات بإلغاء بعض القوانين الخاصة بالاحوال الشخصية والتي كانت بمثابة مكتسبات وايضا جاء الغاء الكوتة لكي نجد ان النساء بالبرلمان لا يتعدّين الـ 11 من بين اكثر من 500 عضواً، وايضا اللجنة التي اعدت الاعلان الدستوري لم تتضمن حتى امرأة واحدة، هذا بالاضافة الى السحل والضرب والتعرية التي تعرضت لها النساء على ايدي المجلس العسكري، واخيرا وليس آخراً فإن براءة الطبيب المجند الذي قام بعمل فحوص العذرية على المحتجزات في مارس 2011 كل هذا يدل على ان الثورة لم تنصف المرأة المصرية بل زادت من تهميشها والإنتقاص من حقوقها".
سلمان العنداري ... SA
الله عليك وعلينا يا سلمان اتمنى لك التوفيق دائما يا صديقي .... جواهر الطاهر
ردحذفطالما أن مفهوم الثورة عندنا هو "التنافس" فلن ننجح ولن تنجح ثوراتنا إلا عندما نتبع مبدأ 1+1=3 أي "التعاون" أي "الثورة=التغيير إلى الأفضل" والتغيير يا صديقي لا يعني الغضب والتخريب ( لماذا لم نسمع عن ثورات قامت في اليابان؟؟؟ )
ردحذف