شبح سوريا ... في لبنان .... |
قبل سبع سنوات، وعلى وقع "هدير" الشعب اللبناني، خرج آخر جندي سوري من لبنان بعد سلسلة من التظاهرات الضخمة المترافقة مع ضغط اقليمي على دمشق، لتخرج القوات السورية بعد اكثر من 30 عاماً من الوصاية المستمرة على اللبنانيين بالتعاون مع النظام الامني وبتواطؤ مع طبقة سياسية "وفية للخط البعثي".
واليوم، وبالتزامن مع الثورة السورية التي دخلت عامها الثاني، كيف يرى الشباب المشهد البيروتي، وهل صحيح ان الشعب اللبناني بعد سبع سنوات على انتفاضة الاستقلال تمكّن من نيل حريّته وسيادته بالشكل الكامل، وهل تعاظم دور سوريا في الحياة السياسية اللبنانية مخابراتياً وسياسياً ونفسياً بعد الإنسحاب العسكري؟...
يقول الناشط في المجتمع المدني محمود غزيل: "رغم أن الجيش السوري لم يعد هنا، إلا انه ما زال بإمكاننا مشاهدة طيفه يجول داخل الساحات اللبنانية على مختلف الأصعدة وعلى الرغم من أننا رفعنا سقف الحرية، إلا أن الخوف من الكلمة الحرة ما زال مسيطراً على كل مجالات، إن كان من النظام السوري أو من الأحزاب التابعة له".
وبالنسبة للناشطة السياسية ريتا حاكمة "فإن انسحاب الجيش السوري من لبنان جاء بعد انتفاضة ثورة الارز وهذا الانسحاب بعدّته وعتاده زرع الامل ببناء وطن حرّ مستقلّ ذو كرامة وأباء، ولكن للأسف فإن ما نراه اليوم على الساحة اللبنانية بعد سبع سنوات, قد بدّد كل الطموحات. فالتّدخلات ما زالت قائمة في كل كبيرة وصغيرة وما نشهده من زيارات مفاجئة لدمشق من قبل بعض السياسيين عند كل استحقاق للتشاور وأخذ كلمة السّر أكبر دليل على أن اليد السوريّة ما زالت فاعلة، فمسألة ترسيم الحدود ما زالت عالقة والخطاب السياسي لقوى 8 آذار أصبح أقوى من الأمس في دعمه المستميت لنظام الأسد".
اما الكاتب والناشط توماس سليم، فيرى "ان رحيل الجيش السوري القسري والإجباري من لبنان لم ينعكس سلاما على البلاد، لان المهيمن يكون اقل هيمنة و سطوة متى كان متحكّما على الارض الواقع، و يصبح أكثر شهوة للسلطة و الهيمنة و الحكم متى اجبر على التنحي او الرحيل، وهذا ما حدث طيلة السنوات السبع التي تبعت خروجه بأدواته الظاهرة و بقاء أدواته المخابراتية العميلة وهي الأخطر. والتجربة ستتكرر مع كل الشعوب العربية التي فرحت برحيل بعض الزعماء. فالذي تغير كان الوضع الذي تحول من سيء الى أسوأ، و التاريخ في السنوات السبع الماضية كفيل بالرواية".
وبالنسبة للصحفية سيندي ابو طايع، فتتقاسم النظرة نفسها مع سليم، اذ ترى ان "مرحلة جديدة في لبنان بدأت بعد الانسحاب السوري، الاّ أنها ليست مختلفة عن سابقتها لا من حيث الشكل ولا المضمون، خاصة عندما نتحدّث عن الفلتان الأمني، والإغتيالات، وتمرير الصفقات السياسية وغير السياسية، والفساد، والسرقة التي كانت عناوين المرحلة السابقة. وكما قالت الشاعرة أحلام مستغانمي " قلوبهم معنا وقنابلهم علينا".
"إنخفض بشكل كبير تأثير المخابرات السورية ووجودها، الا أن الهاجس الأمني الخاص بالنظام الأمني السوري ما زال يعشعش في شوارع بيروت إلى حد أنه يتم التخوف في البعض الأحيان من التجمع، ولو حتى لشخصين أو ثلاثة في بعض الأماكن خوفاً من العناصر التابعة للنظام السوري". هذا ما يقوله غزيّل الذي يشعر بأن ظلال النظام السوري ما زالت تقبض على لبنان بشكل او بآخر.
وفي هذا الاطار تلفت حاكمة الى ان "فعل المخابرات السوريّة أصبح أكثر تكتما وحرصا وغرفة العمليات تدور من داخل السفارة في الحمرا. فلبنان مراقب وبشدّة من خلال هذه الاجهزة السريّة، ونستذكر خطف الأخوين جاسم في سيارات تابعة للسفارة السورية، والاخوين ياسين ومصطفى الصحن، وأمثلة كثيرة تجعل اللبناني يشكّ في حياديّة هذا النظام. فحتى في عز أزمته الحاضرة اليوم فلم ينأى بنفسه عن لبنان ولطالما أعتبره جزءاً لا يتجزأ من سوريا".
بالتوازي، يعتبر سليم ان "الجيش السوري الذي كان حاكما ههنا ما زال يتجلى بقوة "حزب الله" المتزايدة عسكريا ونفوذا عمليا على الارض، يوميا وفي كل مناسبة وطنية ووقفة و مشهد، ولا داعي لاستذكار احداث السابع من ايار واحداث اخرى شبيهة ومماثلة".
اما ابو طايع، فتعتبر ان "الوجود السوري مستمر من خلال عقر الحكومة الحالية وعجزها عن الإنتاج والتي تحولت من حكومة "كلنا للوطن" الى حكومة "كلنا ع الوطن". إضافة الى غياب قرار حاسم من الحكومة بحماية الواقع اللبناني من ارتدادات الأزمة السورية الحالية، واستسلامها للارادة السورية".
بالمحصّلة يمكن القول انه اذا كان "السوري" قد انسحب عسكرياً ومخابراتياً، الا انه ما زال لدمشق القدرة على التأثير على الملف اللبناني عبر حلفاء او عملاء لها في لبنان. من تشكيل الحكومات، مروراً بإدارة الإنقلابات، وصولاً الى تحريك جماعاتها في الشوارع وعلى المنابر لافتعال الازمات وبعث الرسائل في كل الاتجاهات.
سوريا الاسد لم تخرج يوما ًمن لبنان رغم خروج جيشها ومخابراتها في العام 2005، اذ انه وبعد توقف موجة الاغتيالات والقتل عام 2007، لعبت دمشق بأوراقها على الساحة اللبنانية، من احداث الجامعة العربية وتعطيل المجلس النيابي، مروراً بأحداث 7 ايار، واتفاق الدوحة، وحكومة الوحدة الوطنية، وصولاً الى اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري وتشكيل شبه حكومة برئاسة نجيب ميقاتي وادارة "حزب الله".
وبإنتظار جلاء الصورة، وانقشاع الرؤيا الضبابية الدامية في سوريا، ينتظر الشعب اللبناني كما الشعب السوري طيّ صفحة سوداء من القمع والقتل والسيطرة والبطش. فهل ينهار النظام، وينال الشعبان حريتهما الحقيقية؟...
الجزء الثاني يناقش مع المجموعة الشبابية نفسها مستقبل النظام السوري.
واليوم، وبالتزامن مع الثورة السورية التي دخلت عامها الثاني، كيف يرى الشباب المشهد البيروتي، وهل صحيح ان الشعب اللبناني بعد سبع سنوات على انتفاضة الاستقلال تمكّن من نيل حريّته وسيادته بالشكل الكامل، وهل تعاظم دور سوريا في الحياة السياسية اللبنانية مخابراتياً وسياسياً ونفسياً بعد الإنسحاب العسكري؟...
يقول الناشط في المجتمع المدني محمود غزيل: "رغم أن الجيش السوري لم يعد هنا، إلا انه ما زال بإمكاننا مشاهدة طيفه يجول داخل الساحات اللبنانية على مختلف الأصعدة وعلى الرغم من أننا رفعنا سقف الحرية، إلا أن الخوف من الكلمة الحرة ما زال مسيطراً على كل مجالات، إن كان من النظام السوري أو من الأحزاب التابعة له".
وبالنسبة للناشطة السياسية ريتا حاكمة "فإن انسحاب الجيش السوري من لبنان جاء بعد انتفاضة ثورة الارز وهذا الانسحاب بعدّته وعتاده زرع الامل ببناء وطن حرّ مستقلّ ذو كرامة وأباء، ولكن للأسف فإن ما نراه اليوم على الساحة اللبنانية بعد سبع سنوات, قد بدّد كل الطموحات. فالتّدخلات ما زالت قائمة في كل كبيرة وصغيرة وما نشهده من زيارات مفاجئة لدمشق من قبل بعض السياسيين عند كل استحقاق للتشاور وأخذ كلمة السّر أكبر دليل على أن اليد السوريّة ما زالت فاعلة، فمسألة ترسيم الحدود ما زالت عالقة والخطاب السياسي لقوى 8 آذار أصبح أقوى من الأمس في دعمه المستميت لنظام الأسد".
اما الكاتب والناشط توماس سليم، فيرى "ان رحيل الجيش السوري القسري والإجباري من لبنان لم ينعكس سلاما على البلاد، لان المهيمن يكون اقل هيمنة و سطوة متى كان متحكّما على الارض الواقع، و يصبح أكثر شهوة للسلطة و الهيمنة و الحكم متى اجبر على التنحي او الرحيل، وهذا ما حدث طيلة السنوات السبع التي تبعت خروجه بأدواته الظاهرة و بقاء أدواته المخابراتية العميلة وهي الأخطر. والتجربة ستتكرر مع كل الشعوب العربية التي فرحت برحيل بعض الزعماء. فالذي تغير كان الوضع الذي تحول من سيء الى أسوأ، و التاريخ في السنوات السبع الماضية كفيل بالرواية".
وبالنسبة للصحفية سيندي ابو طايع، فتتقاسم النظرة نفسها مع سليم، اذ ترى ان "مرحلة جديدة في لبنان بدأت بعد الانسحاب السوري، الاّ أنها ليست مختلفة عن سابقتها لا من حيث الشكل ولا المضمون، خاصة عندما نتحدّث عن الفلتان الأمني، والإغتيالات، وتمرير الصفقات السياسية وغير السياسية، والفساد، والسرقة التي كانت عناوين المرحلة السابقة. وكما قالت الشاعرة أحلام مستغانمي " قلوبهم معنا وقنابلهم علينا".
"إنخفض بشكل كبير تأثير المخابرات السورية ووجودها، الا أن الهاجس الأمني الخاص بالنظام الأمني السوري ما زال يعشعش في شوارع بيروت إلى حد أنه يتم التخوف في البعض الأحيان من التجمع، ولو حتى لشخصين أو ثلاثة في بعض الأماكن خوفاً من العناصر التابعة للنظام السوري". هذا ما يقوله غزيّل الذي يشعر بأن ظلال النظام السوري ما زالت تقبض على لبنان بشكل او بآخر.
وفي هذا الاطار تلفت حاكمة الى ان "فعل المخابرات السوريّة أصبح أكثر تكتما وحرصا وغرفة العمليات تدور من داخل السفارة في الحمرا. فلبنان مراقب وبشدّة من خلال هذه الاجهزة السريّة، ونستذكر خطف الأخوين جاسم في سيارات تابعة للسفارة السورية، والاخوين ياسين ومصطفى الصحن، وأمثلة كثيرة تجعل اللبناني يشكّ في حياديّة هذا النظام. فحتى في عز أزمته الحاضرة اليوم فلم ينأى بنفسه عن لبنان ولطالما أعتبره جزءاً لا يتجزأ من سوريا".
بالتوازي، يعتبر سليم ان "الجيش السوري الذي كان حاكما ههنا ما زال يتجلى بقوة "حزب الله" المتزايدة عسكريا ونفوذا عمليا على الارض، يوميا وفي كل مناسبة وطنية ووقفة و مشهد، ولا داعي لاستذكار احداث السابع من ايار واحداث اخرى شبيهة ومماثلة".
اما ابو طايع، فتعتبر ان "الوجود السوري مستمر من خلال عقر الحكومة الحالية وعجزها عن الإنتاج والتي تحولت من حكومة "كلنا للوطن" الى حكومة "كلنا ع الوطن". إضافة الى غياب قرار حاسم من الحكومة بحماية الواقع اللبناني من ارتدادات الأزمة السورية الحالية، واستسلامها للارادة السورية".
بالمحصّلة يمكن القول انه اذا كان "السوري" قد انسحب عسكرياً ومخابراتياً، الا انه ما زال لدمشق القدرة على التأثير على الملف اللبناني عبر حلفاء او عملاء لها في لبنان. من تشكيل الحكومات، مروراً بإدارة الإنقلابات، وصولاً الى تحريك جماعاتها في الشوارع وعلى المنابر لافتعال الازمات وبعث الرسائل في كل الاتجاهات.
سوريا الاسد لم تخرج يوما ًمن لبنان رغم خروج جيشها ومخابراتها في العام 2005، اذ انه وبعد توقف موجة الاغتيالات والقتل عام 2007، لعبت دمشق بأوراقها على الساحة اللبنانية، من احداث الجامعة العربية وتعطيل المجلس النيابي، مروراً بأحداث 7 ايار، واتفاق الدوحة، وحكومة الوحدة الوطنية، وصولاً الى اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري وتشكيل شبه حكومة برئاسة نجيب ميقاتي وادارة "حزب الله".
وبإنتظار جلاء الصورة، وانقشاع الرؤيا الضبابية الدامية في سوريا، ينتظر الشعب اللبناني كما الشعب السوري طيّ صفحة سوداء من القمع والقتل والسيطرة والبطش. فهل ينهار النظام، وينال الشعبان حريتهما الحقيقية؟...
الجزء الثاني يناقش مع المجموعة الشبابية نفسها مستقبل النظام السوري.
سلمان العنداري ... SA
kırşehir
ردحذفkarabük
adıyaman
niğde
ordu
NGL