طرق جديدة يلجأ اليها حزب الله عبر حملته الاعلانية الاخيرة |
... "واسرائيل ايضاً تريد اسقاط السلاح"... شعار باهت رفعته قوى الثامن من آذار على اللوحات الاعلانية في اطار الرد على حملة "لأ لوصاية السلاح" التي ترفعها قوى الرابع عشر من آذار كعنواناً اساسياً للمرحلة المقبلة بعد انتقالها الى المعارضة وعودتها الى الجذور.
بالطبع شعار "حزب الله" وحملته الاعلانية يبدو شاحباً رغم سرقة اللون الاحمر الذي يرمز الى ثورة الارز وانتفاضة الاستقلال, الا ان "رائحة" التخوين تفوح من تلك العناوين الخشبية المليئة بعبارات التهديد والوعيد المبطّن الذي وصل الى حدّ الوقاحة في كثير من الاحيان.
يستمر "حزب الله" في تكريس نفسه بأنه صاحب الحق في ادارة امور الدولة وفي تصنيف المواطنين بين اشرار واخيار, بين فريق "اشرف الناس" الذي يحق له فقط خرق سيادة الدولة وقوانينها ومؤسساتها بقوة السلاح, لأنه منزّه عن الاخطاء ويعي ما يريد, ولأنه مقاوم على جبهات الجنوب ومحارب على جبهات بيروت في سبيل الدفاع عن مكتسباته ودويلته الامنية المنتشرة في كل بيت, وبين فريق آخر من الحقراء والتفهاء وضعفاء النفوس والخونى والعملاء لاسرائيل والولايات المتحدة الاميركية, باعتبارهم اهل ذمّة لا يعرفون معنى المقاومة وحبّ الارض واهمية الدفاع عنها, ولهذا وجب تكفيرهم ورجمهم بأحقر الكلمات والشتائم لأنهم يعملون على زعزعة مشروع "ولاية الفقيه" ومشروعهم "الاصفر" في لبنان, بالتعاون مع تل ابيب والادارة الصهيو – اميركية.
يعتقد "حزب الله" انه يقارع بهذا المنطق المتعجرف عقول مئات آلاف اللبنانيين الذين يعرفون تماماً ان "هذه الحيل لم تعد تنطلي على احد, ولم تعد مناسبة وبرّاقة للتخويف والترهيب واسكات الكلمة الحرّة. فالامور واضحة ولا تحتاج الى مزيد من النقاش... سلاح هذا الحزب واعوانه بات يشكّل خطراً كبيراً على كل لبناني يريد العيش بسلام وآمان في ظلّ دولة ديمقراطية حرّة وسيدة. وطبعاً هو سلاح الزعران والعصابات المسلّحة التي ترفع شعار مقاومة اسرائيل في مكان, وتجتاح بيروت ومناطق الجيل والاحياء والازقة في مكان آخر, مخلّفةً عشرات الضحايا والقتلى والاضرار المادية والنفسية والمعنوية بوجه من يفترض بهم ان يكونوا شركاء في وطن واحد.
فليتوقف "حزب الله" عن حملاته الملتوية هذه. وليكف عن المزايدة في مسألة العداء لاسرائيل, لأن كل لبناني من الشمال الى الجنوب, ولاي طائفة انتمى يؤمن بشكل قاطع وجازم بأن اسرائيل هي "دولة" محتلة وغاصبة وعدوة وحاقدة ومجرمة تفرض غطرستها على شعوبنا وتعيش على دماء الاطفال والنسوة والشيوخ في سبيل تحقيق مشاريعها واهدافها التوسعية والاستيطانية والعنصرية الخارجة عن المألوف والبعيدة عن اي منطق.
إسرائيل دولة عدوة لا يمكن أن نؤمّن لها، لا بل ومخطئ ومتآمر كل من يظن أن إسرائيل يمكن الركون إليها, لأنها كياناً يريد الاقتصاص من لبنان الديمقراطي الموحّد والحرّ والمستقر. لبنان المعتدل, المعافى, القوي, لتحويله الى بلد اسود وارض محروقة قاحلة تملأها التناقضات والحروب والمآسي والاقتتالات بين ابنائه.
اسرائيل تريد لبنان الدمار والخراب والحرب الاهلية وخطوط التماس والانقسام العامودي, ولا تريد بأي شكل من الاشكال ان ننعم بالعدالة والهدوء والراحة والوحدة حول عدد كبير من القضايا الاساسية. وها هي اليوم تستفيد من هذه التناقضات التي تكبر كالسرطان لتزيد التفسّخ الذي نعاني منه.
من واجب "حزب الله" ان يراقب هذه "الاحقاد" الاسرائيلية, وان يعي ان سلاحه يجب ان يكون موجهاً حصراً الى جبهة الجنوب بالتعاون مع الدولة اللبنانية فقط لا غير. لا ان يكون هذا السلاح قابع في شوارع بيروت يقتل الناس ويعمّق الانقسام والطلاق بين الدولة ومن يفترض بهم ان يكونوا "رجال المقاومة في الجنوب"...
على "حزب الله " ان يدرك ان استعمال السلاح في المعادلة الداخلية هو مطلب اسرائيلي قبل ان يكون دافعاً من قبله تحت عنوان "الدفاع عن المقاومة". وحبّذا لو يرى كيف ان الادارة الاسرائيلية العدوة تقلب رأساً على عقب من الضحك عند مشاهدة الخلافات والنقاشات والصدامات تملأ شوارع لبنان من الشمال الى الجنوب, وكيف ويتحول السجال حول هذا السلاح الى حرب مذهبية والى فتنة دامية.
لأ لوصاية السلاح ... شعار يُرفع حتى تبقى المقاومة مقاومة, وحتى تعود افواج المقاتلين الى مارون الراس وعيتا الشعب ومرجعيون وعين ابل وبوابة فاطمة ومروحين, حيث الوجهة الحقيقية لمقاتلة العدو الحقيقي, لا المواطن اللبناني البريء الذي تعب من عبارات التخوين التي تسقط كالقذائف والصواريخ على رأسه.
بكل أسف يعنون "حزب الله" حملته السياسية بشعار يوحي الى تواطؤ اسرائيلي – لبناني – 14 آّذاري لاسقاط ما يُسمّى "بسلاح المقاومة", وهو طبعاً على خطأ, ولهذا وجب عليه التوقف عن "ضخّ" مثل هذه الاتهامات "اليائسة" ومواجهة الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق لا اكثر ولا اقل بدل التلهي "بعلك" الافتراءات التخوينية على الدوام.
على كل حال. الشعب اللبناني سيبقى مع "المقاومة الحقيقية" ولن يقف يوماً بوجهها. تلك المقاومة التي لا تقفز فوق الدولة والقانون والدستور والمؤسسات والشعب. كما ان مئات الآلاف الذين سيحتشدون يوم غد في ساحة الحرية سيقولون: "ليسقط السلاح الذي يُواجه الدولة والسيادة".
وتكفي كلمة معبّرة جداً قالها منسّق الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار الدكتور فارس سعيد في افتتاح مؤتمر 14 آذار السنوي يوم اول من امس, للرد بوضوح على "عنجهية" الحزب واعوانه: "لقد دار الزمان دورة كاملة خلال السنوات الست الماضية, لتحل وصاية السلاح محل الوصاية السابقة. لقد طغى هذا السلاح وبغى وتغوّل, مستفيداً من تسامح اللبنانيين وحرصهم على بلدهم, ليعيد اليهم المعادلة اياها: اذا اردتم توديع السلاح فعليكم استقبال الحرب الاهلية ... جوابنا اصبح معروفاً ونهائياً: سنواجه هذا السلاح كما واجهنا الوصاية السابقة واجبرناها على التراجع"...
سلمان العنداري... SA
رائع كالعادة يا صديقي واضيف:
ردحذفوجود حزب الله حاجة اسرائيلية كما ان وجود اسرائيل ضرورة لبقاء حزب الله .و كما منعت الديكتاتوريات العربية سابقا اي انتقاد داخلي بحجة القضية الفلسطينية وان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة , يحكم ويصنف حزب الله اللبنانيين بنفس الطريقة .