طغت زيارة البابا بندكتوس السادس عشر على كل
الملفات الخلافية في لبنان. جاء البابا، واضاف املاً كبيراً في نفوس اللبنانيين
الغارقين في الازمات والمشاكل والخلافات المذهبية والسياسية والامنية.
الفرح كان العنوان الوحيد للزيارة. البلاد مُحاطة بالصلوات والخشوع والمحبة والحماسة. وللحظة اختفت اخبار الطبقة السياسية وخلافاتها اليومية، ليسطع شعار "سلامي أعطيكم" في كل دار.
وفي هذا الاطار، وضمن الفترة التدريبية التي اخضع
لها حالياً في قسم الاخبار في تلفزيون المستقبل كمراسل تلفزيوني اخباري، قمت
باعداد تقريرين عن الزيارة.
التقرير الاول استطلعت فيه عدداً من الشباب الجامعي، وسألتهم عن
توقعاتهم من هذه الزيارة وعن تمنياتهم. والتقرير الثاني سألت فيه عدداً من
المسؤولين والناشطين في المجتمع المدني وفي مجال الحوار والعيش المشترك، عن بيروت
واهميتها كمدينة للحياة والتضامن والحوار.
اللبنانيون يريدون بحق الانتهاء من المشهد الشاحب في بلدهم، يسعون لعيش حياة طبيعية مستقرة تليق بهم وببيروت ولبنان على السواء. اللبنانيون يعون جيداً ان وطنهم فريد من نوعه، وانه النموذج الوحيد في المنطقة للتنوع والحوار والعيش بسلام وامان.
خطأ اللبناني الوحيد انه يغرق بسهولة في وحول الفتن والخلافات والاشتباكات والاقتتالات، ويقتل ببلده بسهولة، دون ان يعلم ماذا اقترف من خطايا. الا ان الوقت قد حان، ليعرف اللبناني كيف يحافظ على هذا الوطن، وكيف يرتقي به الى الاعلى بغض النظر عن التباينات السياسية والمذهبية والعقائدية بين مختلف ابنائه.
كيف ينظر الشباب اللبناني لزيارة البابا... شاهدوا هذا التحقيق
بيروت ستبقى مثالاً للعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين، وتاريخنا يعبر عن هذا الشيء. لبنان سيعود بلدأ للحوار والتفاعل، وزيارة البابا تصب في هذا الاطار، مع العلم ان المخاوف موجودة وواضحة من عودة السجالات والتصعيد فور مغادرة البابا لمطار رفيق الحريري الدولي.
قد اكون أبالغ في نظرتي للأمور، الا اني مللت التفكير السلبي والدوران في حلقات مفرغة في بلد يعمد فيه السياسيون ورجال المال والاعمال الى قتل الاحلام والطموحات، والى خنق مستقبلنا بقبضة من حديد، وباعمال شغب لا تليق بنا.
قبل 15 عاماً كنت صغيراً، وصورة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني ما تزال عالقة في ذاكرتي. كنت فرحاً يومها بقدوم قداسته، والشعور نفسه يتجدد اليوم.
البابا قال كلمته، واكد على العيش المشترك واهمية التوازن اللبناني، ودعانا الى الحفاظ على بلدنا ، لانه النموذج العالمي للتعايش والحوار والتفاعل... فهل ندرك اهمية هذا الكلام، واهمية الدور الريادي لوطن الارز، ام اننا سنعيد الكرّة مرة اخرى، ونعود الى داشرة الصفر من جديد؟...
لبنان يستحق السلام .... بيروت تستحق ان تعود مدينة الحياة... ونحن الشباب نستحق ان نعيش كغيرنا من شعوب الارض... استيقظ ايها الشعب اللبناني قبل فوات الاوان ... واعط السلام للبنان....
سلمان العنداري ... SA
شكرا لكم على الموضوع ..))
ردحذف