"بلدنا مش للبيع ولا
للايجار... بلدنا ليس ساحة يتخاصم ويتطاحن عليها الكبار... بلدنا يعني لنا الكثير
رغم كل ويلاته... فهو حاضرنا وماضينا ومستقبلنا...
بلدنا لا
يموت ولن يموت رغم كل الصعاب، فكفى متاجرة باسم لبنان وعلى حساب لبنان. كفى
اتجاراً بهذا البلد الصغير، وبشعبه البسيط والمسكين...
بلدنا ليس
للبيع، بالرغم من كل المشاكل السياسية التي نعانيها، وبالرغم من فقرنا.. الا اننا
لا يمكن ان نبيع كراماتنا، فلبنان روحنا الساكنة في اجسادنا رغم اننا في كل مرة
نخدش هذا الوطن بسكاكين انانيتنا، وبطائفيتنا الفاقعة، وبفسادنا المستشري، الا
اننا لا ولن نتخلى عن وطننا وعن هويتنا.
من يبيع ارضه
- وينسى وطنه ويدير ظهره لاهله وقريته ومدينته وعاصمته - يبيع روحه، فنحن اشبه
بقطع السكر التي تذوب في فناجين القهوة، وتتحد بالطعم والمذاق، ولبنان ساكن في
عروقنا.. ولهذا لن ننزع عن انفسنا هوية نفخر بها.
بلدنا يرحب
بكل الناس من كل مكان في العالم، وبكل باحث عن الحرية والامل والفرح، الا انه من
سابع المستحيلات ان نُقدم على بيع اراضينا وان نتخلى عنها لأي كان، مع فائق
احترامنا لكل انسان وللاشقاء العرب. وكلامي هنا ليس تشفياً او فيه عنصرية باي شكل
من الاشكال.
اتمنى ان
يكون كلامكم على سبيل المزاح لان في هذا الكلام تقليل من كرامتي وكرامة كل لبناني،
فهل يعقل ان تقبل التخلي عن بلدك وان تبيع ارضك وان تتحول الى سائح فيها؟، اعتقد
ان جوابك سيكون مماثلاً لجوابي بكل تأكيد.
اقدّر حبكم لهذا
البلد، وخوفكم على مستقبلنا. الا انه لا يمكنكم ان تشتروا الناس بحفنة مال، فللناس
كرامة واخلاق.
وبالرغم من
كل القرف والملل الذي اصابنا الا اننا لا ولن نرضى ان يُباع هذا البلد للغرباء وان
نصبح مجرد سوّاح لا اكثر ولا اقل . على كل حال اهلاً وسهلاً بك في لبنان بلدك
الثاني..."
الكلام اعلاه
جاء في اطار محادثة مع سائح عربي عرض عليّ بين المزاح والجدّ بيع كل الاراضي
اللبنانية لرجال الاعمال في الخليج العربي مقابل تحويلنا الى سوّاح لا اكثر ولا
اقل في هذا البلد، مع تأمين بعض فرص العمل. واتى هذا الحديث مع تنامي بيع الاراضي
في البلاد، الامر الذي استفزني وجعلني اردّ عليه بشكل حازم موضحاً ان اموال العالم
اجمع لا يمكن ان تشتري كراماتنا ارضنا مهما بلغ بنا اليأس.
سلمان العنداري ... SA
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق