واخيراً انتفض اكثر من مئة كاتب وصحافي سوري على ما يرتكبه النظام البعثي من انتهاكات يومية بحق الشعب السوري، فقالوا لا لحملات التضليل الاعلامي التي تمارس كل يوم على شاشات التلفزة الصفراء وعلى صحف النظام التي تردد كل صباح عبارات التدنيس والتخوين والاستخفاف.
وجاء في نص البيان الذي وقعه اكثر من 100 كاتب وصحافي سوري: "نحن الكتاب والصحافيين السوريين نوجه هذا البيان الاحتجاجي ضد الممارسات القمعية للنظام السوري ضد المتظاهرين، ونترحم على جميع شهداء الانتفاضة السورية ضد النظام، ونؤكد على حق التظاهر، وكل ما يطرح من شعارات الوحدة الوطنية، والمطالبة بالحرية، وذلك وصولاً إلى المطلب الأهم وهو إجراء حوار وطني شامل يضم جميع أطياف الشعب السوري يحقق مطالب التغيير السلمي في سورية.
ودان الصحافيون والكتاب السوريون في بيانهم "الإعلام السوري بالتضليل والكذب وعدم إظهار الحقيقة" كما طالبوا "الصحافيين والإعلاميين الشرفاء في المؤسسات الإعلامية السورية أن يتوقفوا عن أداء عملهم الرسمي، وأن يعلنوا انسحابهم من اتحاد الصحافيين في سورية احتجاجاً على هذا الاتحاد الفاشل والأمني، حفاظاً على شرف المهنة الذي يقتضي الوقوف إلى جانب الشعب، وإظهار الحقائق كما هي، وعدم المشاركة في التضليل".
كما دان الموقعون " صمت الكثير من المثقفين السوريين الذين لم يكسروا بعد قيود الخوف، ونطالبهم بإعلان موقف واضح من الممارسات القمعية للنظام السوري بوصفهم جزءا من الشعب السوري البطل، ومن نخبة يفترض أن تكون سباقة إلى قول الحقيقة وألا تبقى في مؤخرة الركب، وإلا فإنها ستبقى خارج التاريخ وحركته".
وبالتوازي مع هذه الخطوة التي من شأنها ان تكسر حاجز الصمت لدى الفئة الاكثر تأثيراً في الشارع السوري، كشف موفع الكتروني معارض عن وثيقة سرية تعود لادارة المخابرات العامة في الجمهورية العربية السورية، ممهورة بعبارة "سري للغاية"، تتضمن محضر اجتماع اللجنة الامنية المصغرة التي اجتمعت قبل نحو شهر من اليوم، حيث تم وضع خطة اعلامية وامنية واسياسية اقتصادية لمواجهة الاحتجاجات والتظاهرات المعادية. وتم الاتفاق في الاجتماع على خطة اعلامية متكاملة لادارة الازمة.
ويحاول النظام عبر خطته الاعلامية الصاق التهم بالمعارضين، وربط الاحتجاجات بنظرية المؤامرة، اضافةً الى تخويف الناس والاقليات من الفتن الطائفية والمذهبية، وفيما يلي تفاصيل الخطة الاعلامية التي اقرتها اللجنة الامنية المصغرة التابعة للمخابرات السورية:
يعتمد العنصر الاعلامي من الخطة النقاط التالية:
"- ربط التظاهرات والاحتجاجات المعادية للنظام بالشخصيات مكروهة عند السوريين كالشخصيات السعودية واللبنانية المعروفة وربط الجميع بالصهيونية وأمريكا. هناك خطة تقوم خلية أمنية بإعدادها وإدخالها بالطرق المناسبة بشكل مؤقت في مواقع مشبوهة باسم خطة بندر بن سلطان قابلة للتصديق والإقناع.
- حملة إعلامية مكثفة تتهم المحتجين والمعادين بالعمالة للسعودية وإسرائيل وأمريكا, وفي حالة حدوث عمليات قتل يجب على الخلية الأمنية الإعلامية تكرار اتهام عصابات مسلحة أو متطرفة وأن الأجهزة الأمنية والجيش يساهمان في حفظ الأمن والاستقرار والأهالي.
- حملة إعلامية غير مباشرة في التلفزيون والقنوات الخاصة والشوارع حول الفتنة الطائفية وتخويف المسيحيين والدروز من الإخوان المسلمين والتطرف الذي سيواجهونه إذا لم يشاركوا في إنهاء الاحتجاجات وفي منطقة الساحل استنفار العلوين ليدافعوا عن نظامهم وحياتهم التي ستصبح مهددة من قبل التطرف السني.
- تكليف بعض العناصر الأمنية في كافة الأجهزة الأمنية بالعمل من خلال الفيسبووك للرد والتشويش على المعادين, وجعل بعضهم يأخذ صفة معادية للنظام بأسماء مستعارة وطرح أساليب وتوجهات تسيء إلى سمعة المعارضين, وكذلك يمكن لهم كشف الأساليب والمخططات المعادية للسيد الرئيس والقطر.
- منع وسائل الإعلام من التواجد في أماكن الشغب, ومعاقبة من ينقل أي خبر لا يخدم القطر, وعدم إظهار أي تهاون في هذا الأمر.
- في حال تمكن المعادون من تصوير أو نقل أية فيدوهات أو صورة ينبغي قيام الخلية الأمنية الإعلامية بتجهيز مشاهد عن الاحتجاجات ووضع ثغرات فيها يمكن بعدها عرضها على الإعلام السوري والشبكات الإعلامية الأخرى وفضح هذه الثغرات وبالتالي يعمم هذا في ذهن الجميع لإفقاد أشرطة وصور المعادين مصداقيتها.
- تعتمد وسائل الإعلام عندما يمنع المراسلين فيها عن التغطية والتدخل على شهود العيان, ونتوقع أن يتجرأ البعض ويتصلوا بالفضائيات كشهود عيان، لذلك يقع على عاتق الخلية الأمنية الإعلامية تجهيز بعض شهود العيان من العناصر الأمنية المحترفة للتحدث مع الفضائيات على أن يكون شهادتهم مبالغة وثغرات يمكن فضحها مباشرة في إعلامنا ومع الفضائيات، وبالتالي تصبح قضية شهود العيان ورقة محروقة.
- تكليف بعض أعضاء مجلس الشعب بمهام للرد على المعادين والمخربين، ووضع بعض النقاط والمحددات لهم في طريقة الرد.
- تكليف بعض الشخصيات في أجهزة الدولة من مناطق الاحتجاج ذاتها بالرد على المحتجين والمعادين.
- في حال كانت حالة العداء شديدة ويصعب التغاضي عنها، لا بد من تحويل العداء إلى مجرد مطالب محلية خاصة بالمنطقة وحسب.
- تسيير قوافل سيارات تحمل صور السيد رئيس الجمهورية، ويمكن أن يضاف لها العلم السوري، من قبل عناصر الأمن وأصدقائهم وأولاد المسؤولين والضبا داخل المدن، وتزويد بعض هذه السيارات بزمامير ممائلة لسيارات الإسعاف لخلق الرهبة في نفوس المارين والسكان.
- استضافة بعض المعارضين في التلفزيون السوري، ويمكن استخدام التخجيل وشي من اللباقة معهم، فهذا يخفف مطالبهم ويحولها إلى مطالب بسيطة يطلبون من السيد الرئيس تقديمها لهم، كما لهذا الأمر فائدة في خلق شروخ داخل الرؤوس الحامية والمعادية في المعارضة.
- إصدار وزارة التربية لتعليمات مشددة وتحذيرات للمدارس والطلاب حول استخدام الفيسبووك.
- تكليف بعض الفنانين المعروفين بولائهم أو الممسوكين من قبلنا بالحديث مع مناطق الاحتجاج أو بالرد على المعارضين والمحتجين بحسب ما نضعه لهم".
في المحصلة يمكن القول ان كل الاتهامات السورية لنواب لبنانيين بالتدخل بالاحداث والاحتجاجات قد سقطت الى غير رجعة، وهي مردودة الى اصحابها والى مفبركيها في الغرف السوداء المظلمة، كما ان اتهام المتظاهرين بالعمالة والسعي لاحداث الفتنة لم يعد يصدّق ولم يعد ينطلي على احد.
كفى صمتاً... حاجز الخوف انكسر، وها هو المجتمع السوري يرفع صوته بوجه نظامه وحزبه الحاكم. على ان تحمل الايام القادمة مزيداً من الشجاعة، ومزيداً من الاخبار التي تفضح ممارسات "حزب البعث" وانتهاكاته المستمرة.
سلمان العنداري ... SA
سلمان العنداري ... SA
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق