الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

البُندقيّة ... تغرق تحت الماء




البندقية... المدينة التي اعشقها، ويعشقها مئات الملايين من حول العالم، تغرق بمياه عاصفة عاتية اجتاحت ايطاليا منذ ساعات. اذ وبحسب وكالة "رويترز"، غمرت المياه نحو ثلثي مساحة المدينة، وسبح السائحون في ميدان “سان مارك” الشهير، وأعلنت السلطات المحلية أن 70% من البندقية غرقت في المياه التي غمرت المنازل والمتاجر والقصور التاريخية في المدينة. 

منسوب المياه الذي بلغ 149 سنتيمتراً، يُعتبر سادس أعلى مستوى منذ بدء التسجيل في 1872. وفي حين لم ترد تقديرات فورية للأضرار التي لحقت بالمدينة الواقعة في شمال شرق إيطاليا، استمتع السياح بهذا الكم من المياه فجلسوا في مقاهيها بملابس.

يذكر أن الحكومة الإيطالية بدأت ببناء سد ضخم لتجنب مثل هذه الكوارث التي تصيب البندقية سنوياً، ويتكون من 78 سدداً متحركاً يبلغ طولها مجتمعة كيلومترين، وسيبدأ العمل به في 2014.ويشكك الكثير من الخبراء في جدوى هذا السد، إلا أنه من المتوقع أن يخفف من وطأة وعنف موجات الصعود المفاجئ في مستوى مياه البندقية.

لا شك ان التغيرات المناخية التي تحصل حول العالم تتسارع وتيرتها يوما بعد يوم، مما يطرح تساؤلات عدة عن مستقبل الطقس والمناخ على الارض، في ظلّ الكوارث الطبيعية التي تحصل كل يوم في كل مكان من العالم.

إن غرق البندقية في حال حصل، فهذا يعني اننا بدأنا عصراً جديداً من المتغيرات، يجب التأقلم معه على كافة الاصعدة، خاصة في ظلّ تقارير تتحدث عن ارتفاع منسوب مياه البحر بسبب ذوبان جليد القطب الشمالي والجنوبي، اضافةً الى التقلّب في المناخ وفي نمط تساقط الامطار في مناطق عدة من العالم.

ان غرق البندقية سيهدد الارض، وسيُنذرها بأن القادم سيكون أعنف، في حال استمر الانسان بهذا الاستنزاف لموارد الطبيعة... فهل سنعيش موجة رعب جديدة في السنوات القليلة القادمة؟.



سلمان العنداري... SA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق