الأربعاء، 31 أغسطس 2011

الشحرورة ... ملكة على الارض



الشحرورة ... مسيرة ورد واشواك ...



لا شك ان من تابع تفاصيل مسلسل "الشحرورة" الذي تناول قصة حياة الفنانة اللبنانية الكبيرة "صباح"خلال شهر رمضان المبارك، أصيب بحزن كبير لما تعرضت له "الشحرورة" من صولات وجولات من الغدر والخيانة والظلم...

فالشحرورة الصبّوحة التي جمعت "محمود ومعروف والياس وحسين"، والتي غنّت لبنان والارز وابو الزلف والحرب والسلم، والتي حولت هذا البلد البائس بحروبه واقتتالاته الى جنة على الارض باغانيها البسيطة بصوت ذهبي اخّاذ، والتي احبّت مصر وشعبها وروحها وناسها وشوارعها، انتهى بها الزمن بعد دورة كاملة في غرفة موحشة، وفي وحدة قاتلة، وفي غربة مريبة لا تليق بمكانتها ورمزيتها...

كارول سماحة نجحت في دور الشحرورة

المشهد الاخير من الشحرورة يكاد يدمي القلب من الناحية الدرامية، فنجمة الجماهير التي لاحقتها الاضواء والشائعات، تجلس وحيدة في الظلمة بحزن شديد، وسط وحدة مقلقة وقاتلة تحيط بها من كل حدب وصوب... فابتسامتها المليئة بالحياة اختفت وغرقت بتجاعيد مسيرة طويلة من العطاء والتضحية والالم...


للاسف هذا هو مصير الكبار في لبنان، معظمهم يرحل مقهوراً او مصفوعاً من دولة لا تحترم مثقفيها ولا تحسب اي حساب لكبارها ونجومها، دولة فاقدة الشخصية تقتات على الفساد والمحسوبيات والاعمال المشبوهة...


فدولتنا يا صباح تحولت الى اطلال، تشيّد القصور لتمارس نكراناً ذاتياً على حجم الفشل الذي وصلت اليه الامور، وتستبعد مثقفيها ونخبها وتطمرهم بالوعود والشعارات الفضفاضة... انها دولة الفشل التي لا تحترم العقول، ولا تقدّر الرموز والعظماء امثالك وامثال العشرات الذين رحلوا واختفوا بعد صراعات مع الالم والوحدة وخيبات الامل...


قد يقول البعض اني ابالغ بمشاعري في هذه التدوينة، الا اني بالفعل اشعر بغضب شديد من تواطؤ هذه الدولة وتقصيرها مع كبار مثقفيها وممثليها وفنانيها الذين يمضون الى دنيا الاخرة من دون اي لفتة او اي تكريم او تقدير...

مسيرة متألقة من النجاحات والاخفاقات

صباح... عذرا ًمنك لاننا لم نتعرف على وجهك الحقيقي قبل اليوم. نحن الجيل الجديد الذي يعيش تحت وطأة الاحداث... عذرا ًمنك لاننا لم نقدّر مسيرتك الفنية ولم نعطها حقها كما يجب، لانك بالفعل ايقونة للجمال والفن والطرب وعنواناً للحياة والفرح والسعادة والامل والنضال والكفاح...

وللمعلومات، فللشحرورة اكثر من 83 فيلم بين مصري ولبناني، و27 مسرحية لبنانية، ومايزيد عن 3000 أغنية بين مصري ولبناني. وتعتبر ثانى فنانه عربية (بعد أم كلثوم في أواخر الستينات) غنت على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية في منتصف سبعينيات القرن العشرين، كما وقفت على مسارح عالمية أخرى كأرناغري في نيويورك ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا وقاعة ألبرت هول بلندن، وكذلك على مسارح لاس فيغاس وغيرها.


سامحت كل من جرحها وخانها وغدرها، ولم تستسلم لمحاولات منعها من الغناء او شطبها من المعادلة... رضيت بدقائق من السعادة، عاشت ملكة على الارض... تعذبت، بكت، ضحّت، اخطأت في بعض الاحيان، ولكنها صمدت حتى اللحظة الاخيرة...

عاشت الحلو والمرّ، دفعت ثمن حياتها الفنية الصاخبة، فخسرت حياتها العائلية. اذ ان حبها للناس تغلغل في عروقها حتى ادمنت على الفرح رغم تعاستها... انها ببساطة الشحرورة...

وصلت الى قمة التألق والنجومية، وواجهت العالم بأكمله بصوتها وعنفوانها واصرارها على قهر النجاح وتسلق قممه، الا ان ابنة الجبل لم تتغير، فصباح العفوية، المتواضعة، والطيبة حافظت على هويتها ولمستها الخاصة، وتمكنت من حفر اسمها بالذهب في ذاكرة كل مواطن لبناني وعربي حول العالم...

تقول الشحرورة في اغنيتها الحزينة الساحرة: "ساعات ساعات احب عمري واعشق الحاجات ... احب كل الناس، واتملي احساس... واحس جوايا بميت نغم... ميت نغم يملو السكات... ساعات ساعات ...ساعات ساعات احس اد ايه وحيدة... واد ايه الكلمة في لساني ماهيش جديدة...واد ايه مانيش سعيدة... وان النجوم النجوم بعيدة ...وتقيلة خطوة الزمن... وتقيلة دقة الساعات .... ساعات ساعات"...

نعم ثقيلة هي دقات الساعات يا صباح، ومزعجة وموحشة هي الوحدة، ومقلق ومبكي الشعور بالغدر والخيانة والهجران... الا ان نجمك سيبقى ساطعاً في كل مكان، وابتسامتك الرائعة لن تغادر اذهاننا بعد اليوم... ومسيرتك الطويلة سنحولها الى اسطورة تماماً كما تحولت انت الى اسطورة غامضة لا وان تموت...

صباح .. انت لست وحيدة، لاننا معك، واغانيك صامدة وخالدة لن يمحيها اي زمن، ولن يلفظها اي تاريخ، ولن ينساها احد... ومسيرتك المفعمة بالتضحية وروحك الطيبة والبسيطة ستظل تغرد في كل مكان بيننا...

الشحرورة... انت ملكة على الارض، كنت وستبقين الاكثر قرباً الى القلب، والاكثر تصالحاً مع الذات، فتحية لك ولفنك الراقي...

ويبقى توجيه تحية حارة الى فريق عمل مسلسل الشحرورة والى الفنانة كارول سماحة التي ابدعت بدورها الصعب... على امل ان يسطع نجم الدراما اللبنانية في سماء عالمنا العربي...
.

سلمان العنداري ... SA


الخميس، 25 أغسطس 2011

قوائم العار السورية تتوسّع ... والف مبروك لنجوى كرم على تواطئها مع نظام بشار الاسد ... يا حيف..

قائمة العار ستجرفك وتجرفهم يا بشار الاسد ...

الف مبروك للفنانة اللبنانية "المحترمة" نجوى كرم على تصدرها "قائمة العار اللبنانية لاكثر شخصية فنية لبنانية معارضة للانتفاضة الشعبية السورية، اذ حصدت "شمس الغنية" اكثرية ساحقة من الاصوات التي اختارتها مجموعة من النشطاء على الفايسبوك من بين مجموعة من زملائها "الزقّيفة" للنظام السوري المجرم ورئيسه بشار الاسد.

وفي التفاصيل، اظهرت نتائج التصويت تصدر نجوى كرم القائمة التي ضمت الشخصيات اللبنانية التي سجلت موقفاً سلبياً من احتجاجات الشعب السوري. وثد ضم الاستفتاء معظم الفنانين الذين ادرجوا على لائحة العار اللبنانية، ومنهم ملحم بركات وملحم زبن ووائل كفوري وفارس كرم وعلاء زلزلي ومعين شريف ومي حريري ومحمد اسكندر وراغب علامة ووجورج قرداحي.

شخصيات فنية "راقية" في المجتمع اللبناني انضمت الى "اللائحة السوداء" المعادية لاجواء الحرية التي يشهدها العالم العربي... فالاصوات التي نحبها والتي نستمع اليها كل يوم، تتواطىء على الناس وعلى دماء الشهداء وتؤلف الاغاني وتدندن لصاحب السيادة في قصر المهاجرين، الامر الذي يدفعنا الى حالة من القرف لما وصلت اليه الامور مع من يفترض بهم ان يكونوا مثالاً يحتذى به.

 "فرقة النظام" الذين يلهثون وراء جمع الاموال كانوا قد اعلنوا وقوفهم الى جانب النظام السوري ضد الشعب. الامر الذي دفع النشطاء بمطالبة هؤلاء الفنانين بعدم المجيء الى الشام، وان لا يقحموا انفسهم في شؤون داخلية لا تعنيهم، في حين قال اخرون ان هؤلاء الفنانين اعلنوا مواقفهم حتى لا تتاثر مصالحهم، مهتمين اياهم بعدم احترام الشهداء والدماء التي سالت على ارض سوريا .

مبروك لنجوى كرم التي تريد ان "تحافظ على بشار" والتي نسيت  ان الاستقرار لا يتحقق بمزيد من الاستبداد والقهر لاهل الشام وبنياس ودرعا وحلب والسويداء والقامشلي، والاستقرار لا يمكن ان يتحقق في بلد يستمر فيه القتل والظلم والتعنت والاستزلام.

واذا ارادت السيدة نجوى كرم  وغيرها ان تبايع بشار الاسد فلتذهب الى سوريا ولتنضم الى فرقة مجلس الشعب ولتؤدي هذه الاغنية في بهو البرلمان المُصادر مع رفاقها في الحزب الحاكم من كل المحافظات والمناطق.

اثير موقع اليوتيوب يكاد لا يتسع لمجموعة من الاغاني التي تهتف "لبشار القائد" وللنظام البعثي الذي يقمع شعبه والذي حكم لبنان لسنوات والذي يقتل الشعب كل يوم تحت شعار الاصلاح والامن ... يا حيف على الفن الهابط في لبنان والمنطقة...

اغنيات صفراء اضيفت الى رصيد هؤلاء، الا ان الحرية ستكون اقوى بكثير من نجوميتهم الفاسقة و دولاراتهم التي تصرف على "الكليبات الثلاثية الابعاد" في وقت يموت الالاف من دون اي حسيب او رقيب...

اغانيكم يا سادة وكأنها مقتبسة من المقالات اليومية "المضللة" التي تنشرها صحف النظام كل يوم، فاخرسوا واتركوا الاحرار يمشون في الشوارع ويرددون شعاراتهم واغانيهم النظيفة والبعيدة من هاجس الخوف الذي يتملّككم".

كلمات لا تليق بفنانين يملكون اصواتاً قوية ولامعة في الوسط الفني العربي. كلمات مفجوعة وقاهرة والحات ثورية تذكر بالعصر الحجري ابان القرن الماضي...

مدونة "الكلمات القاتلة" كانت اول من كتب عن نجوى كرم في وقت سابق، وطالبت بمقاطعة اغانيها، ووضع اسمها على رأس لائحة سوداء قد تطول بحق "الاصوات التابعة" للانظمة المستبدة، و"الاصوات المناهضة للحرية والتغيير والامل" في هذا العالم العربي.

كفى وقاحة وكفى متاجرة، ان ساعة حسابكم اقتربت، وهذا الاستفتاء المتواضع خير دليل على ان المستمع العربي والسوري واللبناني سيعيد النظر في تأييدكم، وسيعمد الى تغيير موجة الاثير في كل مرة يسمع فيها اساميكم و"نشازكم" على الهواء...

على كل حال ... عندما يسقط النظام وينتصر الاحرار... ستتداعى كل هذه الاصوات كاوراق الخريف، ولم يبق هناك سلاطين طرب او شمس للاغنية... لان الاغنية الحرة والصادقة وحدها ستبقى ...ونقطة على السطر .

وفي وقت تشتعل فيه المنطقة العربية بصرخات الاحرار الذين انتفضوا رفضاً لاستمرار القتل والقمع والاستزلام، ورفضاً لانظمة تآكلت مع الزمن وعاثت بالارض خراباً وفساداً... وفي وقت يسقط فيه الشهداء والابرياء على الطرقات برصاص قوى المخابرات التابعة لزعماء لن يحترموا يوماً كرامة الشعب وعزّته... لم يكن ينقصنا سوى مزيد من الفن الهابط والاصوات الفاجرة التي تزايد شمالاً ويميناً والتي تهلل عالياً بدون اي خجل دعماً لهذا النظام وذاك.... ولذلك نطالب كل مؤيد للنظام من الفنانين والمثقفين ان يقدم اعتذاراً واضحاً للاحرار، من تونس وليبيا، مرورا بمصر واليمن وسوريا ولبنان... اعتذروا واستفيقوا ايها الخونى...

الشام المفجوعة بمسلسل القتل المنظم وبالاعتداءات والانتهاكات التي ترتكبها قوى النظام السوري بحق المتظاهرين في شوارع سوريا من الشمال الى الجنوب مروراً بدمشق ستلفظكم وستقول كلمتها يوماً ... ارحلوا عن ذاكرتنا وكفى تغريداً للدكتاتور ... كفى.

وحدها السيدة اصالة نصري "ابنة الشام" قالت كلمتها ومشت منذ اشهر، عندما ايدت الثوار وسط موجة التأييد التي يتبناها عدد كبير من النجوم وأتخذت موقفاً مختلف عنهم أيدت فيه الشعب السوري ودعته للأستمرار في ثورته لحين تحقيق أهدافه .

نجوى كرم تستحقين هذا اللقب بجدارة... الا انه يتعين عليك ان تعي انت وامثالك ان زمن "التكو دوم دوم دوم" ولّى، وان ساعة حسابكم اتية لا محالة... وشكراً...

سلمان العنداري ...SA

الاثنين، 22 أغسطس 2011

جنون "في الصميم" في طرابلس الغرب ؟

سقط المجنون ... سقط معمر القذافي ...
لم تصدق مذيعة تلفزيون نظام القذافي  "المعتوهة" هلا المصراتي ان نظام العقيد المظفّر الاخ القائد ينهار ويترنح على ايدي الثوار وصرخاتهم في الساحات والازقة والمدن الليبية التي حاصرت باب العزيزية واوصلت به الى قعر الهاوية، فانهارت وفقدت اعصابها على الهواء مباشرة في موقف يذكّر بانفعالات سيدها المجنون في كل اطلالة اعلامية.

حفلة جنون "في الصميم" شاهدها الملايين من حول العالم عندما أشهرت مذيعة نظام القذافي هالة المصراتي مسدسها على الهواء أثناء تقديم برنامجها في التلفزيون الليبي مهددة بضرب من يقترب منه، في ظل تقارير عن دخول الثوار إلى طرابلس واقترابهم من إحكام السيطرة عليها.

ونال الفيديو المنشور على موقع اليوتيوب نسبة مشاهدة عالية واقبالاً شعبياً على التويتر وصفحات الفايسبوك، كما تداولت وكالات الانباء العالمية العريقة الخبر "المثير للجدل" بكثير  من الاهتمام.

وقالت هالة وهي تمسك سلاحها بلهجة هستيرية مهددة ومتوعدة "هذا سلاحي.. يا قاتل يا مقتول اليوم. القناة الليبية. القناة الشبابية.. قناة الجماهيرية.. طرابلس.. ليبيا. كلها مش حتخدوها. اللي معندوش سلاح مستعد أنه يكون درع من أجل حماية زميله وزميلته في هذه القناة.. كلنا مستعدين نستشهد"...

وبحسب قناة العربية، فهالة المصراتي أثارت كثيرا من الجدل منذ اندلاع الثورة الليبية بإطلالتها اليومية وأسلوبها الغريب الذي رأى فيه بعض المشاهدين شيئا من الغرابة والطرافة.

وأثناء إطلالتها الأخيرة مشهرة سلاحها ارتكنت هالة على الجانب الديني قائلة "نحن ندافع عن الله والنصوص القرآنية واضحة، والرسول صلى الله عليه وسلم في أقواله كان صريحا وواضحا".

نوبة "المصراتي" العقلية اذهلتني، وذكرتني بحال بعض الاعلاميين والصحافيين في عالمنا العربي، حيث الارتهان والخنوع والتبعية وتقديس الدكتاتور بشكل اعمى حتى الموت والجنون...

نوبة المصراتي اتت لتسدل الستار على ارتكابات هذا النظام الفاسق الذي عاث بالارض خراباً وفساداً تحت شعار الكتاب الاخضر و"فلتات" كاتبه المزاجي المنفصم والمضطرب الى اقصى الحدود...

ويرى الثوار في إطلالة "الاعلامية الرصينة" كوميديا تلطف من أجواء الحرب، فهي تمزج بين تأييدها الأعمى لنظام القذافي وبين آراء غريبة وصلت حد إدلائها بفتوى دينية أثارت سخرية كبيرة في الأوساط الشعبية والإعلامية حيث حرمت تبني مجلس الأمن لقرار الحظر الجوي على ليبيا لأن التبني في الإسلام حرام.

ذكرتني السيدة المحترمة على شاشة النظام المنهار بافلام هوليوود التي تتحدث عن الارهاب والخطف والقتل، فكان عرضها الاستعراضي على الهواء مضحك ومبكي، يدل على عقم النظام المتهلك الذي وصل الى النهاية البائسة ...


كما قالت "الاعلامية الليبية" المصراتي في وقت سابق "الله يؤيد القذافي بجنود لا تروها وبملائكته" ووصفت الثوار المناهضين للنظام الليبي بالثيران، وتستشهد المذيعة في برنامجها الذي يعرض على قناة الليبية بشكل يومي بما وصفته إنصاف الله للقذافي عبر عوامل الطبيعة كالمطر والعاصفة. ولتأكيد ذلك عرضت صورة في برنامجها لعاصفة رملية زعمت أنها تطارد الثوار الليبيين.


ويّذكر ان هالة من مواليد مدينة طرابلس، حاصلة على ليسانس قانون من جامعة الفاتح عام 2003، ولها رسالة ماجستير عن التنظيم القضائي الدولي ودوره في تسوية المنازعات العربية وغير العربية". وكانت مشرفة على صحيفة بوابة ليبيا الإلكترونية التي صدرت عن مركز دراسات وأبحاث الكتاب الأخضر، وسبق لها أن عملت معدة ومقدمة برامج في إحدى الفضائيات الخاصة المصرية التي تبث من مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة. ولها رواية بعنوان "نظرة بيضاء" عن دار ميريت المصرية.


انتهى النظام الليبي، وانتهى معه القذافي المريض صاحب الشخصية الفصامية وفاقد اللياقة العقلية، وانضم اليه المهرج موسى ابراهيم وسيف الاسلام وهالة المصراتي الى مزبلة التاريخ والى مقبرة العصر.. وانتهت معه عقود من الطغيان والقتل والجنون... الف مبروك للثوار ...

سلمان العنداري ... SA

لمشاهدة "جنون" هالة المصراتي:


الأحد، 21 أغسطس 2011

Aie Serve تناضل في المجتمع المدني اللبناني من اجل تعزيز مبدأ الخدمة الاجتماعية : الشباب هو الاساس


ينشط المجتمع المدني اللبناني على اكثر من صعيد في سبيل بناء مجتمع افضل واقوى بشبابه وقواه الحية، في وقت تعيش فيه البلاد منذ سنوات وسنوات حالة من عدم استقرار سياسي واقتصادي يكاد يهدد بنية هذا المجتمع الذي يتعرض كل يوم لضربات وصدمات من شأنها ان تزيده هشاشةً وضعفاً واضطراباً.


وفي هذا الاطار تُعتبر جمعية "اي سيرف" - التي تأسست عام 2007 - واحدة من الجمعيات التي تعمل على رأب الصدع، وعلى لمّ شمل الشباب اللبناني من خلال تنظيمها لحملات التوعية والتطوع على اكثر من صعيد وعلى اكثر من مستوى.


تركز جمعيّة "أي سيرف" بشكل اساسي على المواضيع التي تخص الشباب، لاسيّما تلك التي تتعلّق بالتمكين والتوعية. كما تُعنى بتمكين الجمعيّات وتزويدها بالاستشارات اللازمة حول كيفيّة العمل في مجال المجتمع المدني. وتستهدف الجمعية في مشاريعها الشباب بالدرجة الاولى وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني بالدرجة الثانية.


تتحدث روى شاتيلا بصفتها الامينة العامة للجمعية عن اهداف "اي سيرف"، وتشير الى ان الجمعية تعمل بجهد كبير من خلال فريق عمل شبابي مؤلف من خبراء ونشطاء في المجتمع المدني على تعزيز وتطبيق مبدأ الخدمة الاجتماعيّة على اعتباره اساسياً وضرورياً في تعزيز المسؤولية الاجتماعية للفرد. كما تعمل على نشر الوعي بكافة مستوياته، وتدريب الشباب والنوادي والمنظمات حول العمل الاجتماعي والتنموي من خلال ورشات العمل، وتمكينهم من مهارات القيادة والاتصال والتوعية البيئية والصحية".


كما تهدف "اي سيرف" الى إنشاء النوادي الاجتماعيّة والبيئيّة والثقافيّة في المدارس والجامعات، والى خلق مساحة للمنظمات والناشطين لتبادل الأفكار.


يعتبر التطوّع بالنسبة لشاتيلا "عصب حياة أي جمعيّة وأي حملة توعية، وهو يفيد المجتمع ويساهم بالتغير الاجتماعي إلى حدٍّ كبير، لأنّه يعكس للمتطوّع الواقع كما هو عليه ويحثّه على العمل لتطويره، هذا إلى جانب أنّ التطوّع أساسي لكسب الخبرات والتطوّر، والحصول على الموارد البشريّة الازمة للقيام بالأعمال التنمويّة والاجتماعيّة والبيئيّة والثقافيّة التي يحتاجها المجتمع. وفي لبنان خاصةً، لعب التطوّع دورًا كبيرًا في التغيير الاجتماعي نظرًا لما لدى للمجتمع المدني من أهميّة وقيمة في مجالات متعدّدة".


وبحسب شاتيلا، تقوم "اي سيرف" بتنفيذ عدد من المشاريع التي تأتي ضمن 6 برامج أساسيّة وهي:


1-
Aie Awareness وهو برنامج لتوعية الشباب حول عدد من المواضيع. ولقد اتّخذت الجمعيّة موضوع المخدرات كأوّل موضوع لها، حيث تقوم بتوعية الشباب على استخدام المسرح المرتجل وتمكين الجمعيّات الأهليّة في مختلف المناطق اللبنانيّة من الإلمام بكيفيّة بناء وتطبيق حملات توعويّة لمناهضة الإدمان على المخدرات.


2-
Aie Club يُعنى هذا البرنامج ببناء نواد ثقافيّة واجتماعيّة وبيئيّة في المدارس والجامعات؛ حيث تقوم الجمعيّة بتمكين وتدريب الطلاّب حول كيفيّة القيام بخدمات اجتماعيّة للمجتمعات المحليّة التي ينتمون إليها. كما تقوم هذه النوادي بحملات التوعيّة التي تأخذها الجمعيّة كشعارٍ لها.


3-
Aie Empowerment وهو برنامج يعنى بتمكين الشباب بمهارات القيادة والاتصال والتفاوض وإدارة الوقت وغيرها من المهارات التي يحتاجها الشباب اليوم؛ لاسيّما هؤلاء الذين يعيشون في أوضاع سوسيو-إقتصاديّة صعبة. يعتمد هذا البرنامج على بناء كتيبات للتدريب تساعد المدرّب والمتدرّب خلال ورشات العمل، كما يستطيع المتدرّبون من استخدام هذه الكتيّبات لبناء ورشات عمل في مناطقهم المحليّة.


4-
Aie Peace يهتمّ هذا البرنامج ببناء مهارات التربية على السلام من خلال الرياضة والفنون وبناء السلام الداخلي. فجمعيّة أي سيرف تؤمن بأنّ عمليّة السلام هي عمليّة داخليّة قبل أن تكون خارجيّة؛ فالسلام ينبع من سلام الروح والفكر ليتجسّد بسلام بين المجتمعات أو الأفرقاء المتنازعة.


5-
Aie Consult وهو أحدث برنامج لدى أي سيرف. يقوم هذا البرنامج على تمكين الجمعيّات حول كيفيّة القيام بالأعمال المتعلّقة بالمجتمع المدني من الناحية القانونيّة واللوجستيّة والماليّة وغيرها. يعتمد هذا البرنامج على الاجتماعات وورش العمل التي تساعد هذه الجمعيّات على تنظيم نفسها والوصول إلى أهدافها.


6-
Aie Exchange وهو برنامج يقوم بتبادل طلاّب بين لبنان ودول أخرى، وذلك بغيّة التعرّف على الحضارات ونقل الخبرات ومشاطرتها مع أفراد الجمعيّة الذين يعملون بدورهم على نقل هذه الخبرات إلى الشباب والجمعيّات الأخرى.


تعتبر شاتيلا "ان المجتمع المدني في لبنان قوي وفاعل وحاضر في الاوساط الاجتماعية أكثر من أي مجتمع آخر، خاصةً بسبب الاضطرابات السياسيّة والاقتصاديّة المتكرّرة التي يعاني منها لبنان", وهي ترى ان "المجتمع المدني في كثير من المواقف يلعب دورًا يوازي دور الدولة خاصةً فيما يتعلّق بتنمية المناطق النائية، ومراقبة الانتخابات، وغيرها من المواضيع".

وعما اذا كانت الجمعية منخرطة وفاعلة في حملات مناهضة الطائفية السياسية وبناء السلام في المجتمع اللبناني، توضح شاتيلا "انّ جمعيّة أي سيرف لا تعمل بشكلٍ مباشر على حملات مناهضة الطائفيّة، إلاّ أنّها جمعيّة غير طائفيّة وغير سياسيّة تستهدف جماعات وأفراد من كل الطوائف والمناطق دون التفرقة على أي أساس كان، الا انها تعمل على تعزيز ثقافة بناء السلام من خلال الرياضة والفنون وبناء السلام الداخلي من خلال أحد برامجها".


وعن المشاريع المستقبلية للجمعية، تلفت شاتيلا الى "انّ مشاريعنا المستقبليّة ترتكز على تنمية البرامج التي ذُكرت سابقًا واستدامتها, على اعتبار ان كل برنامج يحتوي على عدد من المشاريع التي تحتاج إلى الكثير من العمل والمتابعة من أجل تحقيق أهدافها، لذلك فإنّ العمل على استدامة البرامج وتنميتها هو التحدّي الأكبر للجمعيّة".


وفي كلمة اخيرة، تدعو شاتيلا الشباب اللبناني "الى العمل معاً من اجل الحصول على فرص افضل وحياة كما نتمناها، إذ ان الشباب اساس كل مجتمع".

سلمان العنداري ... SA .

الجمعة، 19 أغسطس 2011

سيّدي الرئيس ... تحية وبعد


سيدي الرئيس، تحية وبعد ... اتوجه اليكم بكلمات متواضعة من شاب لبناني مؤمن بالتغيير على كافة المستويات... من شاب لبناني ملّ الوقوف على الاطلال والبكاء على وطن يتآكل بفعل سياسة التخاذل والخوف والرضوخ... من مواطن لبناني متابع، ملّ سياسة السكوت والتلطي خلف الشعارات الزائفة التي بتنا نعهدها...


اتوجه اليكم بكلمات متواضعة من مواطن لبناني بات يشعر بالغربة عن وطنه نتيجة تآكل القيم وتآكل الدولة ومؤسساتها وتضعضعها في جحيم المحاصصات والتهديدات والتهويلات التي يمارسها فريق لبناني يظن نفسه اكبر من الجميع...


اتوجه اليكم وانت حامي الدستور والدولة، والساهر على سلامة ابناء هذا البلد الكئيب الذي يتصارع مع نفسه ويتأرجح بين ثقافتي الفصل والوصل، ثقافة الارتباط بالخارج، وثقافة العودة الى الدولة الهزيلة التي تنتظر اعادة الاحترام اليها منذ عقود...


"أقول في قلبي... والمساء يغمر البلاد بالشجون... واليأس بيننا... وسيف الخوف مسلط علينا...والقلق المضني يبيت ليلة أخرى لدينا... أقول في قلبي... من سبى الحلم وأرخى الهم في حقد علينا؟... ومن رمى أيامنا بالقهر.. بالغدر.. بأغلال السجون؟... سيدي الرئيس" ...


اقتبس هذه الكلمات من اغنية السيدة ماجدة الرومي كونها تشكّل خير دليل على ما نعيشه اليوم من احزان، نحن الشباب اللبناني الذي ظنّ ان البلاد اصبحت بألف خير فور انسحاب الجيش السوري منها قبل ست سنوات... من شباب لبناني ظنّ انه عبر انتخابكم كرئيس للجمهورية سيشعر بالامان نتيجة قراراتكم الحاسمة في حماية الدولة واهلها ومؤسساتها...


سيدي الرئيس... بعيداً عن مافيات السياسة ومن هذه الطبقة السياسية المهترئة التي تعودت على استمرار "جلد الدولة" وشبابها، ادعوكم الى التحرك الفوري والى اتخاذ موقف جدي وحاسم من موجة قمع الحريات التي نشهدها منذ اشهر... فالحكومة التي يرأسها "حزب الله" بمساعدة وادارة الرئيس نجيب ميقاتي ترتكب الخطايا بحقنا. هذه الحكومة التي تشكلون جزءاً منها ماضية في قتل احلامنا وفي الالتحاق بالمشاريع الغريبة عن قيمنا وعاداتنا وتطلعاتنا...


السلاح غير الشرعي يُغلغل في الشوارع والمدن والازقة والابنية، وكراماتنا تُستباح كل يوم بثقافة الاصابع المرفوعة تحت شعار "القداسة المطلقة" والمقاومة الممنوعة والدفاع عن الحق...


الاملاك العامة والخاصة بدورها تستباح على مرأى ومسمع من الجميع، والتصريحات الطائفية والمذهبية والفئوية تصدح في الساحات وعلى المنابر من دون حسيب أو رقيب...


اما الامن عندنا فأصبح محكوماً "بقوارير الغاز" و"بالحوادث الفردية" و"بالتمرجل على القانون" وبالهروب من وجه العدالة، فيما الصمت سيد الموقف يفتقد لأمثالكم كي تكسروه وتقولوا له كفى"...


المحكمة الدولية تتلاشى وتتعرض لاعنف الحملات في الحكومة التي تشكلون جزءاً اساسياً فيها... "أتسمع الأحرار حين يسألون؟... أمرتّين الشهداء يُقتلون؟ ...أطفالنا في الليل ماعادوا يحلمون ... من يٌنقذ الأحلام حين ينعسون؟"... يا سيدي الرئيس ... وبعد...


الكهرباء مقطوعة، ومصيرنا معلّق "بجنون" البعض وجنوحهم نحو "حروبهم الالغائية" ومزاجيتهم الساذجة، واقلامنا يتهددها "اللون الاصفر" الشاحب الذي يظلل كل يوم الشاشات وصفحات الجرائد ليرسم الخطوط الحمر على حساب حريتنا وكلمتنا ووجودنا...


"نمشي وبيننا يغُل خائنون ... يوجعنا أنهم بغدنا يقامرون ... يجرحنا أنهم قرارنا يحاصرون ... يقلقنا أنهم يدرون ماذا يفعلون ... إلى متى، الى متى هم في شرايين رؤانا يسكنون؟... سيدي الرئيس"... قُل لهم يا سيدي الرئيس انهم يخطئون بهذه الممارسات الشاذة، وان استمرارهم في مغامراتهم "غير المحسوبة" ستُغرق الجميع بالمستنقع الاسود المهجور...



المسدسات تتنقل وتتراقص على حافة طاولات الحوار، وعلى عتبات المؤسسات والادارات والدوائر الامنية، ومطارنا يفتقد الحياة بفعل قوى الموت التي تتجول حوله كل يوم لتنقضّ على سكينتنا التي ننشدها... فعن اي دولة تتكلمون؟... و اي طاولة حوار تسوّقون؟...


البطالة تحيط بنا، والخناق يضيك أكثر علينا، وعلى اجسادنا المتعبة تجول افكار الهجرة وترك هذا البلد الذي تحول الى جزيرة امنية بقيادة المعاطف السود الموقرة... فعن اي سلام واستقرار وسكينة والى اي مستقبل تتطلعون؟.


"بين يديك أودعت دمعتنا... جئنا إليك وبنا عزتنا... فلينهدم... باب السجون... ولينهزم هذا الجنون... ولينرجم من قد يخون"... بكل محبة نتوجه اليكم ونطالبكم بموقف واضح وحازم قبل فوات الاوان يا سيدي الرئيس...


رئاسة الجمهورية يا سيدي الرئيس لا نريدها ان تكون في اجازة قسرية كما يريد لكم البعض، نريدكم اقوياء لا تدوّرون الزوايا، فإما نبني دولة واما نبقى في عهد اسود يحكمه السلاح ومطرقة الاغتيال، وفرقة من الطبالين والزجّالين والمتواطئين...



سيدي الرئيس ... أعدهم الى الدولة، واعدهم الى الجمهورية قبل ان يجرفنا التيار ويأخذنا بعيداً جداً الى حيث لا ندري... "وهذه قلوبنا معاقل الحرية ... وهذه أجسادنا ذخائر القضية ... ونُقسم سنبقى ... لأننا.. وأرضنا.. والحق.. أكثرية".. ولكم منا تحية وبعد... سيدي الرئيس ...
سلمان العنداري ... SA

الخميس، 11 أغسطس 2011

نظام نسبي واقتراع العسكريين وغير المقيمين وكوتا نسائية... هل تقبل الطبقة السياسية بالاصلاحات الانتخابية؟...

الاصلاحات في لبنان تحوّلت الى كابوس بالنسبة للطبقة السياسية ...

فور تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي فُتحت الابواب على مصراعيها على الانتخابات النيابية المنوي تنظيمها عام 2013، حتى قيل ان المعركة الانتخابية بدأت رسمياً بين القوى السياسية اللبنانية. فعمد البعض الى "خياطة" اقتراحات تتناسب مع الاحجام والمصالح، وبدأ البعض الآخر التحضير لاطلاق طرّادات ماكيناتهم التي تحسب وتعدّ وتحشد الاصوات من كل مكان...


وفي مكان آخر، وبعيداً عن الحسابات الضيقة، اعلنت الحملة المدنية للاصلاح الانتخابي عن مسودة قانون انتخابي عصري يتضمن عدداً من الاصلاحات التي من شأنها ان تؤمن صحة التمثيل في انتخابات عام 2013.


الحملة التي تم اطلاقها عام 2006 بمشاركة عشرات الجمعيات والمنظمات الناشطة في المجتمع المدني، مستمرة في طرح عدد من الاصلاحات التي تطال القوانين الانتخابية، وتلك المتعلقة بتأمين عملية انتخابية سليمة بعيدة كل البعد عن منطق التزوير والمحاصصة ومنطق "المحادل".


يتحدث منسق الحملة روني الاسعد ويشير الى ان "ما تقوم به الحملة المدنية للاصلاح الانتخابي هو الدفع باتجاه اجراء انتخابات نزيهة وفق معايير متطورة تؤمن صحة التمثيل من خلال طرح عدد من الاصلاحات الاساسية كإعتماد التمثيل النسبي، واقتراع غير المقيمين، والكوتا النسائية على اساس الترشح بنسبة 33%، وتحديد مراقبة الانفاق الانتخابي، وتنظيم الاعلان والاعلام الانتخابيين، وخفض سن الاقتراع الى سن 18 سنة، وخفض سن الترشح الى 22 سنة".

ويؤكد الاسعد ان "ما وصلنا اليه في الحملة جاء بعد نقاش واسع جرى تداوله بين خبراء انتخابيين ونشطاء في المجتمع المدني اللبناني، وبعد تجربة دامت لسنوات عديدة في محاولة لادخال اصلاحات جدية وحقيقية على اي قانون انتخابي محلي او عام في البلاد".

تقترح مسودة قانون الانتخابات النيابية اعتماد النظام النسبي، حيث ينتظم المرشحون في لوائح مقفلة ترتّب نفسها مسبقاً، مكتملة أو غير مكتملة، على ان لا يجوز أن يقلّ عدد المرشحين في اللوائح غير المكتملة عن ثلثي عدد المقاعد المخصصة للدائرة الانتخابية الواحدة.

 
وفي هذا الاطار، يعتبر الاسعد "ان فئات كبيرة وواسعة من الشعب اللبناني باتت مقتنعة بضرورة اعتماد نظام النسبية وبالاصلاحات المطروحة، بالاضافة الى اقتناعهم الكبير بضرورة اقرار اي قانون انتخابي قبل سنة من موعد اجراء الانتخابات على الاقل، لان الخوف من اللحظة الاخيرة يبقى سائداً وحاضراً".

ويشير الاسعد الى ان "بعض الكتل النيابية تراجع عن التزاماته وعن دعمه لاعتماد النظام النسبي عبر ابداء تحفظات عليه، الا اننا ماضون بالاصلاح حتى النهاية عسى ان تفهم هذه الطبقة السياسية ان المصالح الضيقة والسطحية لا يمكن ان تبني دولة حضارية ومدنية اذا استمرت هذه العقلية المريضة وهذا الخوف من التغيير".

يذكر انه في حال اقرار اجراء الانتخابات النيابية على اساس النظام النسبي، ستكون المرة الاولى التي يقترع فيها اللبناني على اساس هذا النظام.

بالاضافة الى ذلك، تطرح المسودة ان تضمّ كل لائحة من بين اعضائها نسبة لا تقلّ عن 33,33% من النساء على أن تحرص اللوائح عند ترتيب الأسماء على وجود إمرأة من بين كلّ ثلاث رجال كحدّ أدنى.

وفي ادارة العملية الانتخابية والاشراف عليها، تقترح الحملة انشاء هيئة تسمّى "الهيئة المستقلة المنظمة للإنتخابات في لبنان" المعروفة في ما بعد بإسم "الهيئة". حيث تنظّم هذه الهيئة العمليات الانتخابية العامة والفرعية، النيابية والمحلية، وتشرف على تلك الانتخابات وتمارس المهام المحددة لها في القانون الخاصّ بانشائها. ويحق لهيئات المجتمع المدني ذات الاختصاص مواكبة الانتخابات ومراقبة مجرياتها وفق شروط معينة.

اما في التمويل والإنفاق الانتخابي، فتقترح المسودة مراقبة تمويل الحملات الانتخابية واللوائح أثناء فترة الحملة الانتخابية، التي تبدأ من تاريخ انتهاء مهلة تقديم الترشيح وتنتهي لدى إقفال صناديق الاقتراع.

 
بالاضافة الى ذلك، تقرّ المسودة امكانية اقتراع غير المقيمين على الاراضي اللبنانية حيث "يحق لكل لبناني غير مقيم على الاراضي اللبنانية ان يمارس حق الاقتراع في السفارات والقنصليات اللبنانية وفقاً لاحكام مسودة القانون، على ان يكون اسمه وارداً في القوائم الانتخابية وان لا يكون ثمة مانع قانوني يحول دون ذلك".

وفي المادة السادسة من المسودة، تطرح امكانية اشتراك العسكريين من مختلف الرتب سواء أكانوا من الجيش أم من قوى الامن الداخلي والامن العام وأمن الدولة والضابطة الجمركية ومن هم في حكمه في عملية الاقتراع، على ان تُنظّم انتخاباتهم قبل ثلاثة ايام على الاقل ليوم الاقتراع العام، فيجري اعداد اوراق الاقتراع الخاصة بهم في ذلك اليوم، على ان تستكمل عملية الفرز يوم الاقتراع العام نفسه.

وعما اذا كان هذا الاقتراح قد يساهم في تسييس المؤسسة العسكرية وفي تسييس المؤسسات الامنية الاخرى في البلاد المنقسمة اصلاً، يوضح الاسعد ان "عدداً كبيراً من المواطنين والفاعلين في المجتمع المدني يؤيدون فكرة اقتراع العسكريين على اعتبار ان مشاركة كل المواطنين في الانتخابات النيابية وممارسة حقوقهم تعتبر من المعايير الديمقراطية المطلوبة لاي انتخابات، مع الاشارة الى ان كل دول العالم تقر بحق العاملين في المؤسسات العسكرية والامنية الادلاء باصواتهم وان يعبروا عن رأيهم بالاقتراع السري اسوةً بكل المواطنين".

ويستبعد الاسعد امكانية تأثير مثل هذه الخطوة على طبيعة عمل القوى الامنية والجيش اللبناني، "خاصة وان عملية اقتراعهم ستجري وسط اجواء هادئة وسرية وبعيدة عن الترهيب والتهديد والترغيب او الفرض من قبل احد".

ويتابع الاسعد: "الجيش حامي الوطن والارض، ومن حقه أن يختار ممثليه في البرلمان، وبالتالي فإن المخاوف من امكانية تكريس انقسامات في المؤسسات العسكرية والامنية غير واردة في حال اعتمد هذا الاقتراح الاصلاحي في الانتخابات المقبلة على اعتباره حقاً اساسياً وضرورياً لا يجوز رفضه".

هذا ويُتوقع ان تدخل الحملة المدنية للاصلاح الانتخابي في معركة طويلة وحاسمة بمواجهة القوى المحافظة الرافضة لاي منطق اصلاحي والتي لا تريد اي انتخابات تحقق صحة التمثيل.

وبانتظار ردة فعل النواب الكرام على مسودة القانون الانتخابي الجديد، تبقى البلاد معلّقة باهواء السياسيين وتفاهماتهم التي عادةً ما تًنسج في اللحظات الاخيرة على قياسهم الجغرافي والطائفي والديمغرافي الضيق...

الى ذلك يتوجه الاسعد الى كل مسؤول في البلاد ويقول: "اذا كنتم تسعون الى تطوير الحياة السياسية والانتقال من مرحلة الى اخرى فإن اقرار النقاط الاصلاحية المقترحة تشكل المدخل الاساسي لبناء الدولة الحقيقية، والا فإننا سنبقى في الدوامة نفسها وفق المنطق السائد على حافة الهاوية ننتظر الغرق".


وبإنتظار تطورات المعركة الانتخابية المبكرة تطرح مجموعة من الاسئلة: هل تُقرّ الاصلاحات الانتخابية العصرية؟، وهل يقبل المجلس النيابي الحالي بقانون نسبي وبكوتا نسائية وباقتراع العسكري؟، وهل تقبل القوى السياسية تخفيض سن الاقتراع وسن الترشج واقتراع غير المقيمين، ام ان الامور ستبقى على حالها اسيرة قوانين القرن الماضي؟...
يُتبع -

سلمان العنداري ... SA